يتمتع " شيار " بطبع هادئ ،
مُـنـْـطـَويٌٍ على نفسه وخجول إلى
أبعد الحدود ، لكنه كغيره من الأطفال يود أن يمارس
نشاطات تفرغ من
شحنات داخلية تستوطن جوانب النفس ، وفجأة وبينما كنت
على جانب الطريق على سفح جبل ٍ أخلد إلى فيء نخلة ،
تعينني من حرٍّ شديد ٍ هو فيه الطقس أيام عيد الفطر
السعيد ، وإذ به يلوح قادماً على ظهر حمارٍ ممسكاً
بعصا يوجه بها تلك الدابة ، أفرحني لقاؤه .... حياني
بخجلٍ ولما استلطفته أنبأني بأنه لا يملك دراجة يلهو
بها في العيد ففضل ركوب الحمار، يتنزه من خلاله في هذه
الجبال ، أعلمني بأنه قد اشتاق لأمه وأنه ذاهب الآن
إلى قرية " عرب أوشاغي " لمعايدتها فهي تسكن عند
أهلها بعد أن طلقها أبوه مذ كان في عمر الرضاعة .
أذهلني قوله فالمسافة بين قريته " جقللي وسطاني "
وقرية أمه تزيد عن 20 كيلومتراً فكيف به يقطع
المسافة كلها على ظهر حمار ؟؟!!.
تنويه :
لما انتهى اللقاء واستودعني ، وكأن الحمار لم يستلطف
دراجتي النارية فمر بمحاذاتها ـ وشيارٌ على ظهره ـ
.... قام بدفعها ، ولولا رأفة الخالق بي لكادت أن
تنقلب فتتدحرج إلى وادٍ مجاور .... وبينما أنا في
دهشتي من تصرف تلك الدابة ... لاحظت " شياراً " يضحك
بخجل معتذراً بأنه لم يستطع كبح جماح ثورة الحمار .
بعد أن
أعدتُ الدراجة إلى هيئتها بادرتهُ مازحاً : لا داعي
للاعتذار، إنهُ حمارٌ على أيةِ حالْ .

2010/9/14