* من علمني حرفاً كنت له عبداً *

الاحترام من الحُرْمَةِ...لا انتهاكٌ لذمةٍ أو حقٍّ أو صٌحبةٍ. ذاك اللفظ الجميل ، كالقطع النادر ، نكاد نفتقده اليوم مجسداً في تعاملنا مع الآخرين. ولأنَّ تراكماً وتبدلاً سريعاً في الأحداث والأفكار نلحظه ، ومع نشوء ظواهر جديدة وتكوين رؤىً ومفاهيم لم تكن مألوفة ، أصبحنا نظنُّ أنفسنا ـ جيل الكبار ـ غرباء على حياةٍ تفاجئنا كل يوم بجديدٍ ، فنستسلم لشريط من الذكريات ، نُمَتِّعُ الأنظار بمشهد رومانسي اكتنف ما أفُلَ من ماضٍ ،كنا نحاول ـ جهدنا ـ التأدب في حضرة المعلم ، فإن فوجئنا به في أزقة الحارة ، طأطأنا الرأس أو أنّا غيرنا في وجهة طريقنا. لم تك البتة ، عصا المعلم ، مَنْ تًلْزِمُنا احترامه أو تبجيله ، إنما جملة من المثل والقيم والمبادئ استوطنت أغوارنا. كنا نجسد على أرض الواقع ، ما نُلَقَّنُ بهِ من حكم وأقوال مأثورة " قم للمعلم وفه التبجيلا ، العلم أنفع من المال ، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .....  من علمني حرفاً "، وعلى الرغم من أنَّ أكثرنا كان يصارع مسالكَ الوعرة ، أو كانت البساطةٍ في التعامل ،
 

 

 

 

 غيومٌ ظللت آفاقنا، فإن قلوبنا ، قد زينتها لآلئ صدقٍ وجُمِّلَتِ منا الأنفسُ بيواقيت من زمردٍ ومرجان. ومع تسارع وتيرة الزمن وإتحاف الحياة الإنسانية بكمٍّ هائل من المبتكرات ، وإضافة إلى تحسينٍ طرأ على الحياة المعيشية للإنسان ، فإن عجلة التغيير قد طالت فضائل،أيَّما جمالية أضفتها على كثير من جنبات الحياة ، لم يكُ المعلم إلا واحداً ممن اعتنقوا نمطاً جديداً من أخلاقيات ، استُعيضَ النبل فيها والروحانية بزيفٍ هو نتاج المجتمعات المادية ، فبينما على كاهله تكتمل مهمة التهذيب والتقويم والتربية ، فإننا نراه اليوم وقد خفَّ احترامه للطالبا ، فمن عشية لضحاها أصبحَ يُمَجِّدُ الأنا ويسترخصُ ما رُبِّيَ عليهِ من طهرٍ نهلَ من مشاربهِ ، وَهِنَ العقل وأصابتِ الأنفسَ ضروبٌ من المذلة والهوان لمّا سال لعاب أكثر المربين وأبهرهم بريق المال ولمعانه.

ما كان المعلم إلا رمزاً للطهر والعفاف لكنه وفي ليلة ظلماء تفتقِدُ البدرَ ، انقلبت الآية فأصبحنا نراه أنموذجاً سلبياً أفرزه سلطان المال ، انطفأت لديه شموع الرغبة في رفد المجتمع بأجيال تسمو به وترقى ، فمِنْ تأخُّرٍ في المنهاج المقرر إلى غياباتٍ مكررة إلى تلميح أو ترويج ـ وعلانية ـ لدروسٍ خصوصية ، تُـنْجِدُ النشء من تقصيرٍ ذاته المعلم قد تعمدهُ ، سلوكياتٌ يتسم بها كثير ممن تُعَوِّلُ المجتمعات عليهم لحاقاً بركب التنمية والتحديث.

2010/9/30


إدارة الموقع: لقمان شمو كالو

E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2010 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE