غيومٌ ظللت آفاقنا، فإن
قلوبنا ، قد زينتها لآلئ صدقٍ وجُمِّلَتِ منا الأنفسُ
بيواقيت من زمردٍ ومرجان.
ومع تسارع وتيرة الزمن وإتحاف الحياة
الإنسانية بكمٍّ هائل من المبتكرات ، وإضافة إلى
تحسينٍ طرأ على الحياة المعيشية للإنسان ، فإن عجلة
التغيير قد طالت فضائل،أيَّما جمالية أضفتها على كثير
من جنبات الحياة ، لم يكُ المعلم إلا واحداً ممن
اعتنقوا نمطاً جديداً من أخلاقيات ، استُعيضَ النبل
فيها والروحانية بزيفٍ هو نتاج المجتمعات المادية ،
فبينما على كاهله تكتمل مهمة التهذيب والتقويم
والتربية ، فإننا نراه اليوم وقد خفَّ احترامه للطالبا ، فمن عشية لضحاها أصبحَ
يُمَجِّدُ الأنا ويسترخصُ ما رُبِّيَ عليهِ من طهرٍ
نهلَ من مشاربهِ ، وَهِنَ العقل وأصابتِ الأنفسَ ضروبٌ
من المذلة والهوان لمّا سال لعاب أكثر المربين وأبهرهم
بريق المال ولمعانه.
ما كان المعلم إلا رمزاً للطهر والعفاف
لكنه وفي ليلة ظلماء تفتقِدُ البدرَ ، انقلبت الآية
فأصبحنا نراه أنموذجاً سلبياً أفرزه سلطان المال ،
انطفأت لديه شموع الرغبة في رفد المجتمع بأجيال تسمو
به وترقى ، فمِنْ تأخُّرٍ في المنهاج المقرر إلى
غياباتٍ مكررة إلى تلميح أو ترويج ـ وعلانية ـ لدروسٍ
خصوصية ، تُـنْجِدُ النشء من تقصيرٍ ذاته المعلم قد
تعمدهُ ، سلوكياتٌ يتسم بها كثير ممن تُعَوِّلُ
المجتمعات عليهم لحاقاً بركب التنمية والتحديث.