زفاف.........؟

 

لوحة الافتتاحية

 

(باب كبير في عمق المسرح مقعد خشبي . يفتح الباب . يدخل شخص يحمل في يده كميرة

فوتوغراف . يتصفح الأغراض المتواجدة على المسرح  )

(يخيم الظلام تدريجيا على المسرح)

 

/ أصوات الزغاريد تتعالى .. إضاءة ... عروسان وشيخ .. عقد قران .. /

فلاش كميرة يسبب ثبات جميع من على المسرح     .........(ظلام)

 

/  أصوات الأجراس تتعالى .. إضاءة .. عروسان وقسيس .... عقد قران .../

فلاش كميرة يسبب ثبات جميع من على المسرح     .........(ظلام)

 

/ ازدحام أمام الباب ...... فلاش كميرة يسبب ثبات الجميع على المسرح/

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة الأول

(فتاة صغيرة نائمة في زاوية المسرح . فلاش كميرة . تُفزعُ الصغيرة  . تركض ... صوت  )

المصور : ها... أنتِ . قفِّي مكانك ِ .

/ تركض الفتاة في الاتجاه المعاكس  , يمسكها المصور من يدها /

الصغيرة : (تتألم )  أخ .. إنك تؤلمني أيها السيد .

المصور : ألم أقل لكِ قفي ولا تتحركي . لماذا تهربين إذا ٌ؟

الصغيرة: أخ .. إنك تؤلمني أيها السيد , لقد أفزعتني ولهذا هربت .

المصور : بل قولي بأنكِ هربتِ خوفاٌ  من أن أعلم ماذا كنت تفعلين هنا .

الصغيرة : أخ..... وماذ1 تستطيع إن تفعل  فتاةٌ صغيرةٌ مثلي  .

المصور:  تسرق ........ مثلا .

الصغيرة : (تسحب يدها  بقوة من قبضة المصور )  لست بسارقةٍ أيها السيد .

المصور : إذاً  كيف ولماذا دخلت إلى هذا المكان ؟

الصغيرة :   لقد كان الباب مفتوحاٌ فدخلت . أما لماذا دخلت  كي أنام قليلاً .

المصور :   آو ليس لديكِ بيت تنامين فيه .

الصغيرة : كان لي بيتاً حتى البارحة.

المصور : وماذا حدث ؟

الصغيرة : لا أعلم ,قدمتُ من المدرسة  فوجدت أناسا ٌ كثيرين أمام المنزل  يتهامسون .

           فرحت كثيراٌ فقد  ظننت أن والديّا قد عادا من السفر . ثم قال لي أحدهم بأن جدتي

           قد ماتت , وأنصرف الجميع , وبقيت طويلاً أمام الباب دون أن تفتح جدتي لي الباب

             ولكن قل لي يا عم  ماذا قصد ذلك الرجل بقوله أن جدتي قد ماتت ؟

المصور : (مرتبكاً) ها .. ! ؟ ماذا .. ! ؟ . نعم . لقد كان يعني أن جدتك .... جدتك قد سافرت

الصغيرة :  (تبكي )  ولهذا لم تفتح الباب فقد تركتني هي الأخرى كما فعلا أبي وأمي.

المصور :  هل ماتا أيضاً ؟.. أقصد هل سافرا ؟

الصغيرة : نعم . فقد قالت لي جدتي  بأنهما قد انفصلا بعد أن ركلا بي إلى هذه الحياة

            ثم سافرا ، أمي باتجاه الشرق , و أبي باتجاه الغرب .

المصور : ألم تخبركِ جدتكِ إن كانا سيعودان  أم لا؟

الصغيرة : نعم . قالت جدتي : أنهما سيعودان عندما أصبح طالبة في الصف العاشر .

                                     لذلك أحب أن أكبر بسرعة   (تبكي)

المصور : لماذا تبكين ؟

الصغيرة : لأنني وإن كبرت فلن أستطيع أن أدرس بعد اليوم فقد تركتني جدتي وسافرت

المصور : (يحضن الصغيرة) لا . لا تبكي أيتها الصغيرة الجميلة . فسوف تدرسين وتنجحين

 

/  فلاش كميرة /

 

( يخيم الظلام تدريجياً   )

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة الثانية

/ إضاءة ... وشاب وأمه /

                   

الأم :   يا ولدي العزيز ألا تفرح قلب أمك العجوز  فتختار عروسك قبل مماتي لأنعم برؤية

                                   صغارك؟  فهاأنت....

الشاب :   (مقاطعا )   نعم يا أماه    . أفهم كل ما ستقولين  , ناهزت الأربعين من العمر

           ولم أتزوج بعد , وإن من في مثل عمري تزوج  وزوج أولاده الشباب                   

             والبنات  ولكنه النصيب , فلم التقي بعد بالزوجة المناسبة .

الأم : ومما تشتكي ابنة عمك وصال .؟

الشاب : لا شيء ... سوى أميتها .

الأم :  إذا فابنة خالك وداد , فهي تحمل الشهادات من أعلى المراتب .

الشاب :   وما نفع كل الشهادات التي تحملها  إن كانت عاطلة عن العمل .

الأم : إذا فابنة جارتنا وفاء .

الشاب : ( مشيراً برأسه عدم الموافقة ).

الأم : إذا فابنة جارتنا هناء

الشاب : (مشيراً برأسه عدم الموافقة )

            يا أمي العزيزة عليك أن تدركي جيداً بأنني لن أتزوج   (إلا أنِسه)

فلاش كميرة يسبب ثبات جميع من على المسرح     .........(ظلام)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

اللوحة الثالثة

(الأم تعلم أبنتها ،الابن  في الطرف الآخر من المسرح مستلقٍ . يكتب وظائفه   .  يدخل الزوج) .

 

الابنة : (تركض باتجاه الأب بفرح )    ها....  لقد حضر بابا

الزوج :  ( بقسوة )  أبتعدي عني أيتها الصغيرة .

الزوجة :   - الحمد الله على السلامة -   حضرت باكراً اليوم على غير عادتك !!!

الزوج : ماذا تقصدين ؟

الزوجة :  لا شيء  لا شيء .

الزوج :   اسمعي يا أمرآة  (أنا حر بفوت وبطلع أمت ما بدي . بشرب بسكر بنام برات البيت

                                                                               ما حده  آلو علاقة معي     )  .

الزوجة :  يا زوجي العزيز . إن أطفالنا  متلهفون للقائك والجلوس معك .

            ليس في البيت ما يؤكل ، كسرة الخبز باتت من المفقودات في هذا المنزل .

            ديوننا كثيرة   فلا  يمر النهار  من دونهم – السمان ، الخباز ، الخضري –

             وأنت تخرج في النهار منذ طلوع الفجر  ولا تأتي  حتى بعد منتصف الليل .

الزوج : ( بغضب )  (آه ..  روحي عنّ ياه)

الزوجة  :  أ لست زوجتك ولي حقوق .

الزوج :  حقوق !! حقوق شو  . إن حقك أن تكنسي ، تجلي ، تنظفي . فقط . هذا هو حقك

الزوجة : (خدامة يعني )

الزوج : ( يصفع زوجته )   (أخرسي وليه ).

الزوجة :    (بغضب ) لم أعد أطيق العيش معك ، الحياة معك أصبحت جحيماً

(طلقني وريحني) .    (الابنة  تخفي نفسها خلف أخيها    )

الزوج  :   ( مشيراً إلى الابن )   ( تعى لهون وليك ) سأجعل قلبك  يحترق  على ولدك

               فأنتِ  طالق .. طالق ... طالق                                                                                                                                  

(فلاش كميرة)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة الرابعة

 ( إضاءة . فتاة جالسة على المقعد الخشبي تحمل بيدها وردة حمراء . تدخل الفتاة الصغيرة )

الصغيرة : عمو المصور لقد وصلت . أين أنتَ؟ لقد نجحت إلى الصف الرابع .

   عمو .. يا عمو  المصور أين أنتَ؟ يبدو أنه قد خرج .

            ( تجلس في الزاوية اليمنى من المسرح )    سأنتظرك هنا .

                      /   الفتاة في الطرف الآخر تنظر إلى ساعتها . تقف . تتحرك يميناً ويساراً /  

الصغيرة :  ( تخرج من حقيبتها المدرسية صورة ، تقبل الصورة )  كم أنا مشتاق إليكِ يا أمي .

              اليوم نجحت إلى الصف الرابع ، وهذا يعني سألقاكِ بعد ..بعد

(تعد على أصابعها )

/ خامس – سادس- سابع- ........  عاشر / ست سنوات ( تتأوه  )

                              يا لها من مدة طويلة . ولكنني  سأنتظركِ .

 

 

الفتاة  :  (تنظر إلى ساعتها )  لماذا عليَّ  الانتظار دائماً ...  منذ أربعة سنوات وأنا أنتظر

 وأنتظر ...    مضى على موعدنا ساعة ونصف . هل ؟؟ لا.. لا   ..  لماذا هذه الأفكار الشيطانية

  لا بد أن لديه عمل هام  وسيأتي فور انتهاءه  من العمل

الصغيرة :  أوه .... يا أمي الحبيبة كم أنا مشتاق إليكِ  فعلي َّ الانتظار ست سنوات بعد

                               كم أتمنى أن أكبر .. وأكبر .. وأكبر .. وأكبر.......................

الفتاة  : ( تجلس على المقعد   )  لقد تعبت من الانتظار ......  إذا لم يحضر فوراً ..

الشاب  : (مقاطعاً ) / شوبيك لوبيك حبيبك بين أيدك /  ( يقدم لها وردة حمراء)

            أجمل الورود لأجمل النساء .

الفتاة : ( تدير ظهرها ) لماذا تأخرت هكذ1 ؟

الشاب : عمل هام .

الفتاة : في كل مرة تتأخر وتقول : عمل هام . إلى متى سأبقى في انتظاركَ ؟

          متى ستنتهي من هذه الأعمال الهامة .                                                                                                            الشاب : قريباً إن شاء الله. ولكن لمن هذه الوردة الجميلة . لا بدَ أنها لي . هيا .. هيا

                                    أعطني هذه الوردة ، كي أشبع روحي من أريجها .

الفتاة : ( بخجل )  تفضل .

الشاب : ( يشم الوردة )  يا الله إنَّ لأريجها نكهة طيبة تشبه أنفاسكِ .

الفتاة :  لقد مضى على خطوبتنا أربعة أعوام . في الحقيقة بدأ أهلي يتساءلون كثيراً

          متى سنتزوج ؟ إلى متى سننتظر ؟ أمي تقول بأنني أصبحت حديث نساء الحي .

الشاب : يا ملكتي الجميلة . إنك ملكة والملكة بحاجة إلى قصر وحاشية وخدم .

الفتاة : فلنتزوج أولاً ومن ثم نبني القصر والحاشية والخدم معاً.

الشاب :  لا.. لا .  فلن تكوني ملكة هكذا .  هل تريدينني أن أقضي حياتي معكِ ألهثُ وراء جمع     

           الأموال أريد أن أحيا أبد الدهر قربكِ  لا يشغلني عنك شاغل .

(  يدخل أحدهم يرتدي ثياباً بالية  يبدو عليه علامات الجنون )

المجنون :   ( للعاشقين)  وما المانع من الانتظار . ولتتكلم نساء الحي حتى يجفَّ حلقهنَّ

                                            فيصمتن أرجوكما لا تتسرعا في اتخاذ القرار  كم فعلنا

الفتاة : وماذا فعلتم ؟

(  أصوات رجالٍ وصراخ نساءٍ و صوت طلقات نارية  يمسك المجنون برأسه   )

المجنون : ( يصرخ )   لا....... لا . أرجوكم  لا تفعلوها  ( يخرج ) 

( فلاش كميرة     )      

 ظلام......

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 اللوحة الخامسة

( يدخل من الباب رجل وامرأة ، في يد  كل منهما وردة حمراء ، يقفان وسط المسرح

يلتفتان ينظر الواحد باتجاه الآخر . كل منهما يمد الوردة باتجاه الآخر   - فجأة يلقيان الورد

أرضاً . ينصرف كل واحد منهما إلى زاوية من المسرح  )

 

الزوجة : ( الله يرحم أيام زمان )  عندما كنا مخطوبين  . كنت تتلهف للخروج معي إلى الحديقة

            أو إلى عرسٍ .

الزوج : أنتِ السبب . كنتُ أخال نفسي سأتزوج من جميلةٍ ومثقفة ، تحاورني ،تشاركني المسؤولية

          في اتخاذ القرارات الهامة في حياتنا .  تهتم بما أهتم .جميلة ، مثلما قلتِ

      ( الله يرحم أيام زمان ) -  منذ أن تزوجنا بدأت تهملين كل شيء يتعلق بالجمال  .

 أصبحت تبدين كالعجائز . بل إن العجائز تهتمن بجمالهن   وزينتهن    أكثر منكٍ .مثقفة . نعم المثقفة التي تحرق كتبي .

الزوجة : ولماذا  لا أحرقها ؟ إن كانت تشغلكَ عني .

الزوج : وما ذنبي إن كنت أعشق المسرح ؟

الزوجة : لم أقل يوماً لا تعشق المسرح . لم أطلب سوى القليل من الاهتمام  ولو نصف ساعة

          كل يوم . لقد نسيت بأنني زوجتك تحبسني بين هذه الحيطان وتسافر من بلد إلى بلد .

          وتقول لأصحابكَ الذين تزورهم بأنني مشغولة .

الزوج :  وما ذنبي إن كنتِ لا تهتمين بأفكاري .

الزوجة : متى دعوتني لحضور عرضٍ من عروضكَ ورفضت .

الزوج : كيفَ ادعوكِ وأنتِ تحرقين نصوصي . قلتِ لي بأنكِ تحتفظين بها في العلية

         وإذ بكِ تحرقينها .

الزوجة : نعم أحرقها وسأظل أحرقها ما دامت تشغلكَ عني  .

الزوج :  إذاًَ تحملي نتيجة أفعالكِ .

(  يقتربان الواحد من الآخر  تتعالى أصواتهما)

(  فلاش كميرة )

      

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة السادسة

(  إضاءة ، الزوج مستلقٍ على المقعد الخشبي ، يبدو في حالة انتظار)

 

الزوج : بقي نصف ساعة على انتهاء الدوام  ( يتنفس نفساً عميقاً)   يا لها من مدة طويلة .

          إنها أطول نصف ساعة في حياتي ، الانتظار صعب يا أخي .

(  يقف يتحرك يميناً ويساراً  فيما يخيم الظلام تدريجياً ........... إضاءة)

        لقد تأخرت اليوم  ،أشعر بجوع شديد (يجلس على المقعد الخشبي )  لقد تعبت من الانتظار  

       هذا هو الحال في هذا المنزل في نهاية كل شهر . انتظار  ، وملل ،وجوعٌٌٌٌ ،  وتعب  .

       ولكن يبقى هذا اليوم من أجمل أيام الشهر .                                     

( صوت باب يفتح ، يركض الزوج باتجاه الباب   تدخل الزوجة بيدها مجموعة من الأكياس)

         حلت علينا البركة ، يا أهلاً و يا مرحباً  بأرقِ   وأحن زوجة على وجه الأرض  .

       دعي هذه الأكياس عنك سأحملها إلى المطبخ .

الزوجة : (  الدهشة باد على وجهها )  أحن وأرق وسأحملها  ، لا بد وقد أصابك مكروه

            فهذه اللهجة جديدة عليك . هل أنتَ مريض ؟.

الزوج : لا سمح الله أيتها الزوجة المثالية . ومن أين للمرض أن يدخل بيتاً ما دمتِ أنتِ فيهِ؟

الزوجة : إني لا أصدق ما تسمعه أذنيَّ  . زوجة مثالية ، ولا يدخل المرض البيت ما دمتُ فيهِ

           لا بد وأنك قد جننت   .

الزوج : ولما لا أجن ، نعم لقد جننتُ من شدةِ حبي لكِ .

الزوجة : الله .. الله   . شعر وغزل  ، والآن أرجوك كفاك مديحاً بي  ودعني أدخل هذه الأغراض

            إلى المطبخ ، فلا أستطيع  أن أصدق كل ما سمعته منك .

الزوج : سامحكِ الله . ولكن هذا لا يهم ، أعطني هذه الأكياس عنكِ .

( يأخذ الأكياس . يدخل المطبخ )

الزوجة : إن كان ما قاله صحيحاً فالحمد لله على كل حال .   ( تجلس على المقعد )

( يدخل الزوج )

الزوج : أيتها الزوجة الطيبة (   يجلس بقربها على المقعد )

الزوج : منذ الصباح وأنا أفكر

الزوجة : وبما كنت تفكر ؟

الزوج : بتاريخ اليوم .

الزوجة : الآن فهمت سبب هذا التغيير المفاجأ  في سلوككَ اليوم ، فاليوم هو آخر الشهر

            وهو من أجمل  الأيام لديك . ( تفتح حقيبتها وتخرج النقود )

             تفضل هذا هو راتبي الشهري  .

( يخطف النقود من بين يديها كمن يسرق )

الزوج : ( يعد النقود )  والآن كفاك ً دلالاً اليوم ، فقد نلت من الدلال أكثر مما تستحقين

                               هيا ..هيا جهز الغداء فأنني أشعر بجوع شديد .

الزوجة :  حاضر ولكن بعد أن أرتاح قليلاً .

الزوج :     الغداء أولاً يا مرة  . هل أصابكِ الطرش أيتها العجوز ؟

                      (  تخرج الزوجة )   لا تتأخري في تجهيزها  فأنني أشعر ُ بجوعٍ شديد

(  يفتح حقيبة الزوجة يخرج  ورقة نقدية بقيمة خمسين ليرة )

وتسرقين   أيضاً

 (  فلاش كميرة )

................. ظلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة السابعة

                            (  إضاءة . زوجان جالسان على المقعد الخشبي وكأنهما في سيارة .

                                   تدخل الفتاة الصغيرة  في يدها صورة أمها ).

 

الصغيرة : والآن أصبحت في الصف الخامس أيتها الغالية . أهن يا أمي كم أنا مشتاقة

             إليكِ بقي لي أن انتظر خمس سنوات .

             أشعر أن حياتي  بدونكِ محطة ظلام . هكذا كانت جدتي تقول: ( تقلد جدتها )

              يا ابنتي العزيزة إن الحياة محطاتٌ من النور والظلام ..ظلامٌ ونور.. نورٌ وظلام .....

             (   الزوج يقود السيارة وإلى يمينه الزوجة  يبدوان كالشمع بلا مشاعر)

الزوجة : هل مررت بمنزلي أبي؟

الزوج : نعم .

الزوجة : لا تنسى أن تحضر الأطفال من المدرسة.

الزوج : لن أنسى .

الزوجة : ما أخبار عملكَ؟

الزوج : - شو - .

الزوجة : العمل؟ العمل؟

الزوج : مسافر .

الزوجة : متى ؟ .

الزوج : غداً .

الزوجة : - طيب-.

الزوج : مدعون للعشاء .

الزوجة : متى ؟

الزوج : - المسا-.

الزوجة :- طيب -.

الزوج : هل ستذهبين ؟

الزوجة : للعشاء ؟

الزوج : نعم .

الزوجة :    لا.

الزوج : - طيب -.

الزوجة : - أو بروح -.

الزوج : بلاها .

 

( يدخل عجوز  يتبعه عجوز ة )

العجوز ة : إلى متى سنبقى هكذا ؟ العمر يمضي ونحن ما زلنا مخطوبين .

العجوز : إلى أن أجهز لكِ عرشكِ أيتها الأميرة .

العجوز ة : لا أريد هذا العرش الذي يفصل بين اقترانِنا . أريد فقط أن أقضي ما بقي من العمر

                بقربكَ .

العجوز : لا...لا العرش أولاً للملكة فما نفع الملكة من دون العرش .

( يسرع العجوز في خطواتهِ . أصوات الزوجين في السيارة تتعالى  ،يدخل المجنون)

                 

الزوج : - بالناقص - .

الزوجة – بالناقص .  بالناقص –

المجنون : لا... لا تفعلا  ما فعلنا  أرجوكما .. لاااااااااااااا.

(  أصوات السيارات تتعالى . السيارة تصدم العجوز )

                                    

العجوز ة: لااااااااااااا ( تجلس بالقرب العجوز  )  لا تدركين وحيداً  في هذه الحياة

                        ( تهز العجوز فلا يستجيب  تتأكد من أنه فارق الحياة )

           إنه صامتٌ لا يتكلم- لا- أرجوك لا تقل بأنك قد فارقتني وتركتني وحيدةً

           إن كان القدر قد حال بيننا في الدنيا فلا تجعله يفرق بيننا في الآخرة

              ( تمسك بيد العجوز ) أعطني يدك َ يا عزيزي وليضم القبر روحينا

( يسحب العجوز يده بقوة من بين يدِّ العجوز ة)

العجوز : لا ... لا تقولي ذلك أيتها الغالية فأنتِ ملكة وهذا القبر لا يليق بالملكة

           فيجب أن يكون قبركِ قصراً يليق بكِ . ولهذا عليكِ أن تنتظري حتى أجهز قبركِ

            أيتها الملكة

العجوز ة : ( تدفع العجوز أرضاً )  - روح عنا يا – بقيت ُ العمر كله في أنتظركَ وتريدني أن

             انتظرك  حتى وأنتَ ميت . 

( فلاش كميرة )

(   أصوات رجالٍ تتعالى، عويل نساء ،  المجنون يصرخ ويتحرك يميناً ويساراً )

صوت :  لقد هربا من هذا الطريق .

صوت 2: أقسم بشرف العائلة الذي أصبح في الطين  سأذبحكِ أيتها ...

المجنون : لا أرجوكم لا تقتلوها ، أقتلوني أنا ولا تمسها ، أنا المذنب ، أنها لم تفعل شيئاً

( صوت طلقة نارية)   لاااااااااااااااااااا

لماذا هي ؟ أقتلوني أيضاً . فأنا أحبها أيضاً . ألم تقتلوها لأنها أحبتني وهربت معي

لذلك عليكم أن تقتلوني أنا أيضاً .

نعم أحبها رغم كلِّ الفوارق التي وضعتموها   أنتم   رغم كلِّ العادات التي

أوجدتموها

أحبها وسأظل أحبها

( يضحك وهو يردد هذه العبارة )

(   فلاش كميرة)  .... ظلام

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اللوحة الثامنة

( إضاءة .. تدخل فتاة ترتدي بذلة طالبة ثانوية  – أول ثانوي - تحمل في يديها صورة  . 

يبدو عليها الانشغال  ).

 

الفتاة :  (ترقص )  إنَّ الفرحة لا تسعني اليوم . هل تعرفون لماذا ؟ سأقول لكم .

بكل بساطة أمي ستعود اليوم ، ولهذا جئتُ للمطار كي أكون في استقبالها

( تقبل الصورة) أمي الغالية اليوم أصبحت طالبة في الصف الأول الثانوي

وهذا يعني أنه حان موعد لقاءنا . هذا يعني أنه لا انتظارَ بعد اليوم ونعيش

معاً إلى الأبد   . اعتباراً من هذه اللحظة سأصبح طفلتكِ المدللة

نفطر كل صباحٍ معاً , تمشطين شعري . تنظفين ثيابي ، تهتمينَ بدراستي

تزورينا مدرستي ،  في آخر الليل أنام بين أحضانكِ مرتاحة البال.وأشياءً كثيرة أخرى.

 

(     صوت طائرة تهبط. صوت مضيفة الطيران تعلن عن وصول الطائرة )

 

صوت المضيفة : تعلن خطوط طيران الجمهورية العربية السورية عن وصول رحلتها

رقم اثنان القادمة من الشرق . وتهنئ  مسا فريها على الوصول بسلامة

وتتمنى لزوارها إقامة طيبة .

الفتاة : ( بفرح  )    أنها الطائرة التي تحمل أمي أشعر بأنني أطير  من الفرح ، لقد عادت أمي .

(  وفود المسافرين تدخل , الفتاة تنظر إلى الصورة تقارن بينها و وبين وجوه القادمين

تصدم العديد من المسافرين تارةً تقع وتارةً أخرى تقف , لا يبقى  أحد تنظر إلى الصورة

والدمع في عينيها  . تجلس  . يدخل المصور يتجه إلى الصندوق الخشبي ، يفتحها

يخرج الأوراق النقدية ويطيرها . يمسك بيد الفتاة يتجهان إلى عمق المسرح حيث الباب

يخرجان ويغلقان الباب ).

(  فلاش كميرة )

........................  ظلام

 

وإليكم لقطات من مسرحية زفاف

   

 

النص نال المركز الأول في المسابقات المركزية التي تقيمها اتحاد شبيبة الثورة على مستوى القطر العربي السوري والمركز الأول في المسابقات الفرعية لفرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة .

Mehedin-arslan@hotmail.com

guljin@maktoob.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

7/6/2008

 

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE

 

 

خلقنا لنبكي لـ  محي الدين أرسلان تأليفاً وإخراجاً

المشهد الأول

( ُبقعتا ضوءٍ على الخشبةِ بلونين مختلفين , أشخاص يتجمعون في البقعتينِ , أحدُ الأشخاصِ في أحدى البقعتين يفتحُ حقيبةً دبلوماسية والبقية ُ يضعونَ فيها قطعاً نقديةً – الجميعُ في هذا المكان ِيرتدونَ بزلاتٍ أنيقة - .  الأشخاصُ الذين يقفون في البقعةِِِ الأخرى يرتدون لباساً بالية ويؤدون الصلواتِ للربِ .) .

يخيمُ الظلامُ تدريجياً على الخشبةِ

****************************************************************

المشهد الثاني

( موسيقا – إضاءة ٌخافته على جانبي الخشبةِ تظهرُ من خلالِها أعلامٌ بلون ِالنارِ وأخرى زرقاءُ في الطرفِ المقابل. تتمايلُ الأعلامُ منسجمة ًمع توترِ الموسيقا , تشتدُ الإضاءة ُقليلاًً , تكشفُ عن مجموعةٍ من الأخيلةِ في اليمين ِواليسارِ. يشتدُ توترُ الموسيقا وتتسرعُ حركة ُالأعلام ِ. صوتُ بوق ٍمعلناً البدءَ – إضاءة – تتداخلُ الأعلامُ وتتصارعُ يشتدُ توترُ الموسيقا ويشتدُ الصراعُ – ظلام –  إضاءة – لوحٌ كتبَ عليهِ /خلقنا لنبكي/ ) .

يخيمُ الظلامُ

****************************************************************

المشهد الثالث

( إضاءة – يدخلُ رجلٌ من عمق ِالمسرح ِ , ملابسه توحي بأنه ُ/ كاتبٌ , شاعرٌ , موسيقي ./ يحدثُ نفسهُ ).

الرجل : ( بصوت قوي غليظ ) اسمعْ أيُّها الشاعرُ , المسرحية ُبدأتْ . يجبُ أن تكونَ القصيدة ُجاهزة ًوملحنة ًفي

نهايةِ العرض ِ , أو ترى نفسكَ خارجاً .

          ( بصوتٍ ضعيفٍ رفيع ) : حاضرْ, ولكنْ يا أستاذنا المخرج ,الشعرُ بحاجةٍ إلى إلهام ٍقدْ....

          ( الصوت القوي الغليظ  مقاطعاً ) : هذا ليسَ منْ شأنِي . إنَّها وظيفتكَ , أريدُ إنهاءَ العرض ِبأغنيةٍ .

          ( بصوت ٍ ضعيفٍ رفيع )  : هلْ منَ الضرورةِ إنهاءَ العرض ِبأغنيةٍ ؟ فالعرضُ ....

          ( الصوت ُ القوي الغليظ ُ مقاطعاً ) : ما شاءَ الله , فلتقفْ مكاني ولتكنْ أنتَ المخرجُ .  إنَّ الأغنية َفي الختام ِ

أيُّها الغبيُّ أصبحتْ من العاداتِ بلْ منَ المقوماتِ الأساسيةِ للعرض ِالناجح ِوأصبحتْ- موضة – العصر .

كفاكَ ثرثرة ً, الوقتُ ضدنا . اذهبْ , وابحثْ عن هذا الإلهام ( بسخرية ) قدْ تجده ُنائماً في الكواليس ِ,

أو ربما تحتَ أحد المقاعدِ في الصالةِ . انتهتْ المقابلة ُ, رافقتكَ السلامة ُ. وتذكرْ بأنكَ سترى نفسكَ ..

( بصوت ٍضعيف ٍرفيع  مقاطعاً ): خارجـــــــاً  .

( بصوت ٍقوي غليظ ) : أحسنتَ , لقد فهمتَ الدرسَ جيداً .

( بصوت ٍضعيفٍ رفيع ) : سترى نفسكَ خارجاً .

( يستمرُ في ترديدِ هذه الجملةِ  , يخرجُ ويتلاشى صوتهُ )

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

****************************************************************

المشهد الرابع

( إضاءة – المنظرُ و الموسيقا يوحيان بحالةٍ منَ الفقرِ . في وسطِ المسرح ِامرأة ٌحاملْ تخبزُ الخبزَ , على يمينها سريرُ طفل ٍتقومُ بتحريكه  بقدمها . وعلى مقربةٍ منها قدرُ غسل ِالملابس ِوالنارُ موقدٌ أسفلها . تتحركُ المرأة ُفي المكان ِبالتناوب ِ/ – الخبزْ – السريرْ – غسل الملابس / ,  تسقط أرضاً وقد هدها التعب ) .

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

**************************************************************** 

المشهد الخامس

( إضاءة – المنظرُ و الموسيقا يوحيان بحالةٍ من الثراءِ . في وسطِ المسرح ِامرأةٌ حاملْ متربعة ٌعلى الكرسي كالملوكِ على عروشها , في يدها اليسرى مروحة ٌورقية ٌوفي الأخرى جرس ترنُ به . تدخلُ عليها الخادماتُ

الخادمات : أمركِ سيدتي ؟

السيدة : ( تشيرُ إلى كلٍ منهن بنظرةٍ من عينها ) ها.. أنتِ دلكي كتفيا

الخادمة : حاضرْ يا خانم .

السيدة : وأنتِ قلِّمي أظافري  . ( تتألم ) آي.. ليس هكذا أيتُها الحمقاءُ , لقد نزعتي كتفي من مكانهِ. نزعَ اللهُ روحكِ

من جسدكِ . ها.. وأنتِ دلكي قدميًّا بالماء ( بألم ) آي .. ( بغضب )الماءُ ساخنٌ أيتُها الجدباءُ , أحرقكِ اللهُ في

 نارِ جهنمَ .وأنتِ أمسكي هذه المِروحة َعني ولا تتوقفي عن تحريكها .

 ها أنتِ ... وأنتِ ... وأنتِ .........

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

****************************************************************

المشهد السادس

( بقعتان ضوئيتان تصدران من وسط ِالمسرح ِيظهرُ من خلالهما خيالان يتبددُ الظلامُ عنهما  فيبدو

       جنينان في الرحم ِ– أحدهما يضحك والآخر عابس  ) .

الجنين العابس : لقد كان يوماً شاقاً , أشعرُ بعظامي وهي تتكسرُ , رغم َأنها لم تكتملْ بعدُ .

الجنين الضاحك : ( بسخرية وفرح ) كانَ اللهُ في عون ِعظامكَ أيُّها النحيلُ الهشُ .

الجنين العابس : لستُ هشاً أيُّها البرميلُ . إن عظامي تتكسرُ لكثرةِ نشاطي . من العجن ِو الخَبزِ وغسلِ الملابس ِ,

                  فأمي و منذ ُالصباح ِالباكرِ تتحركُ , تهزُّ سريرَ أخي , تعجنُ , تعصرُ , ولم تتوقفْ حتى المغيبِ .

الجنين الضاحك : أما أنَّا ( بسخرية ) أيُّها النحيلُ الهشُ . فمنذ ُالصباح ِتقومُ الخادماتُ على خدمتي ,يُدلِكنَ كلَّ شبرِ

في جسدِ الماما ويُقلمنَ أظافرها  . ثم عليكَ أن تحمِدَ الله على أن عظامكَ تتكسرُ الآن , لأنها إن لم

 تتكسرْ, فوعداً مني بأنها سوفَ تتكسرُ قريباً , تحت وطأة هذا البرميل ِِ , الذي لا ينالُ إعجابكَ .

الجنين العابس : ( يضحك ) يا لكَ من مغرورٍ أيُّها البرميلُ . يبدو أنكَ لا تعلم ُبأنكَ برميلٌ فارغ ٌ , وأن هذا النحيلَ

 من سيُكسرُ كل شبرٍ في جسدكَ .

( يحتدُ الصراعُ بينهما , تتعال أصواتُهما )

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

****************************************************************

المشهد السابع

( بابان ِمتجاوران ِفي عمق ِالمسرح ِ, يفصلُ بينهما جدارٌ. أحدهما أنيقٌ وجميلٌ , والآخرُ هشٌ ويحوي شقوقاً . يقفُ عندَ الباب ِالأنيق ِرجلٌ ضخمٌ , وسمينٌ , من ملابسهِ , يبدو عليه الثراءُ . وفي الطرف ِالآخرِ , رجلٌ نحيلٌ يحضنُ طفلين - فتاة ٌوصبي- يدخلُ عليهم طبيب ٌ. صوت امرأة تصرخ  ) .

الأب : ( يتحركُ باتجاه ِالطبيب ِ يحملُ عنه ُالحقيبة َ) أرجوك َ, أسرع ْأيُّها الطبيبُ , إنَّ زوجتي تلدُ .

الطبيب : ( بلا مبالاة ) نعم ْ. نعمْ  . أينَ هي ؟.

الأب : ( يفتحُ البابَ ) تفضلْ منْ هنا .

( يخيمُ الظلام ُويضاءُ الطرف ُالآخرُ من المسرح ِوالرجلُ السمين ُيتحرك ُيميناً ويساراً . يدخلُ الطبيبُ )

الرجل السمين : ( غاضباً ) إلى متى سيبقى ولدي في انتظارك , َأيُّها الطبيبُ الكسولُ .

الطبيب :  ( يتلعثم ُ)أسفٌ على التأخيرِ يا سيدي  لقدْ كنتُ .....

الرجل السمين : ( مقاطعاً ) هذا لا يهم ْ, فقدْ ضجِرَ ولدي من الانتظارِ , وضجرتُ معه .ُمهمتك َالآن, أنْ تنهي

 الضجرَ , والمللَ .

الطبيب : حاضرْ يا سيدي .

الرجل السمين : ها ...أنتظرْ , شيءٌ آخر , أريده صبياً .

الطبيب : ( مندهشاً ) ولكن يا سيدي !! , إنَّها مشيئة ُالله .

الرجل الثمين : لا أريدُ نقاشاً في هذا الموضوع . أريدهُ صبياً ووسيماً ( مفتخراً ) مثلَ أبيهِ . ليحمل َالراية َبعدي .

الطبيب : ( يحدثُ نفسهُ ) يا لهُ من مغرور ٍوقبيح ٍ .

الرجل السمين : ماذا قلتْ ؟

الطبيب : ( مرتبكاً ) ها .. لا شيء  , لا شيء , يا سيدي . صبياً وسيماً مثلكَ ..هذا ما قلته ُيا سيدي .

(يخيمُ الظلام ُ, ويضاءُ الطرف ُالآخرُ من المسرح ِ.يخرجُ الطبيبُ من الباب ِيتجمعُ حوله ُالأبُ والطفلان ِ)

 الأب : ماذا أيُّها الطبيبُ ؟ هل زوجتي بخير ٍ؟ هل وضعتْ جنينها ؟ ( مستدركاً ) لا.. لا فما زلتُ أسمعُ صوتها .

الطبيب ( بلا مبالاة ) تحتاجُ إلى – قيصرية - 

الأب :  ( مندهشاً ) ماذا !!؟ لم أفهمْ ماذا تقصدُ بالقيصرية ِ.؟

الطبيب : ( بسخرية ) جاهلٌ . إنَّها عملية ٌجراحية ٌ, سنقوم ُبفتح ِالبطن ِ, وإخراج ِالجنين ِ. وإلا ...

الصبي : ( مقاطعاً ) وإلا ماذا , أيُّها الطبيبُ ؟

الطبيب : وإلا - الماما - ستكونُ في خطرٍ هي وطفلها .

الفتاة : وماذا تنتظر ؟ لماذا لا تجري العملية ؟

الطبيب : ( يحملُ حقيبته  يتجه ُإلى زاوية ِالمسرح ِ - حيثُ باب الخروج, يشيرُ إلى الأب ِ) أسمعْ يا أخ , الولادةُ

 عسيرة ٌ, وتهدد ُحياة َالأم ِوالجنين ِ .

الأب : والحلُ أيُّها الطبيبُ .

الطبيب : مثلما قلتُ – القيصرية –

الأب : ولتكنْ .

الطبيب : هلْ تملك ُالمالَ اللازم َلأجراءِ العمليةِ ؟. إنَّها باهظة ُالثمن ِ.

الأب : ( متردداً ) في الحقيقةِ ( يلتفُ حول نفسه  مشيراً إلى أساساتِ البيت ِ) مثلما ترى .

الطبيب : ( متجاهلاً ) لم أفهمْ ماذا تقصدُ . هل تملكُ المالَ .؟

الأب : ( متردداً ) نعمْ . ولكنْ . . ولكنْ إذا كانَ المبلغ ُمقسطاً .

الطبيب : ( بسخرية ) وهلْ تريدُ أن تضعَ زوجتكَ طفلها بالتقسيط ِ. الوقتُ يمضي  وعندي عملٌ , مع السلامة ِ.

الفتاة : انتظرْ أيُّها الطبيبُ , ( تخلعُ من أذنها حلقها ) هذهِ هدية ُأمي يومَ نجاحي .سأبيعها .

الصبي : ( يخلعُ الساعة من يده  ) وأنا سأبيعُ ساعتي , إنَّها هدية ُأمي يومَ عيد ميلادي .

الطبيب : ( يضحك ) لا يكفيان لشق ِالبطن ِ. مع السلامةِ .

( يخرجُ الطبيبُ وتدخلُ امرأة )

الفتاة : أرجوك يا خالة أمي في خطر

الصبي : قالَ الطبيبُ : إنَّها تحتاجُ إلى عمليةٍ جراحيةٍ .

الداية : ( تحضنُ الطفلين ) لا عليكما , أمكما بخير , ٍإن شاءَ اللهُ ( تشيرُ إلى الأب ِ) أحضرْ ماءاَ ساخناً .

( يخيمُ الظلامُ – إضاءة – صوتُ طفلين – يفتحُ البابان في العمق ِ– يخرجُ من أحدهما الطبيبُ ومن الآخر ِالداية مزغردةُ)

الطبيب : مباركٌ يا سيدي . زوجتكُ بخير ٍ.

الرجل السمين :و الصبي .

الطبيب :  ( بلا مبالاة ) وولدكَ بخير .

الرجل السمين : ( غاضباً ) إنكَ تثيرُ أعصابي أيُّها الأحمقُ , تكلمْ , صبي أم فتاة .

الطبيب : في الحقيقة ِيا سيدي .

الرجل السمين :  ( بلهفة ) ها .. ماذا .. أسرع ْ, وبلا مقدماتٍ , فقدْ نفذ َصبري .

الطبيب : ( يماطلُ في كلامه ) في الحقيقة ِيا سيدي ..الولدُ ... الولدُ .. الولدُ صبي .. صبيٌ مثلك َ.

الداية : ( تزغرد ) مباركٌ يا أخي , طفلٌ جميل ٌكالبدرِ .

الفتاة والصبي : وأمي يا خالة .

الأب : وزوجتي .

الداية : بخيرٍ .. لا تخافوا .

 

يخيم الظلام

           

****************************************************************

المشهد الثامن

( من وسط ِالخشبةِ  يطلُ الدومري , في يده ِالفانوسُ , وعلى كتفهِ حقيبتهُ القماشية , يتصفح المصابيح المدلاة من السقف  )

الدومري : ( متحسراً ) أأه ... مصابيحٌ .. مصابيحْ . قضيتَ العمرَ في إضاءةِ المصابيح ِأيُّها الدومري . إنَّها حالُ

الدنيا . أناسٌ يعيشونَ حياةً مضاءةً , وآخرون في سعي دائم ٍلمعانقةِ النور ِللحظاتٍ . مصابيحٌ .. مصابيحْ .

خوفٌ ... وذعرٌ ... وهلعٌ دائمٌ  , حالُ من يعيشُ مضاءً , خشيةَ فقدان ِالنور ِ. فرحٌ .. وسعادة ٌ.. ورغدٌ حالُ

من يعانقُ النورَ للحظاتٍ , يعيشونَ الحياةَ  للحظتها   . مصابيحٌ .. مصابيحْ . وما بينَ الظلمةِ والنور ِ

صراخٌ وبكاءٌ وأسرة ٌ تتأرجحُ وأطفالٌ يدبون على الأرضِ ِ.... ووداع . أأه .... إنَّها الحياة ُ. ( بشاعرية )

خلقنا لنبكي ... وتبكي الحياة

ســـــريرٌ .. تلاعبهُ الأغنيات

                             ( يخرجُ الدومري ويتلاشى صوتهُ , يدخلُ الشاعرُ )

الشاعر : ( بشاعرية وفرح ) نبكي .. والحياةُ تبكي .. سريرٌ .. وأغنيات .

          جميلٌ جداً . يبدو أنهُ الإلهامُ الذي أبحثُ عنهُ , خلقنا لنبكي .. وتبكي الحياة ( يخرج ويتلاشى صوته )

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

****************************************************************

المشهد التاسع

( بقعتان ضوئيتان تصدران من وسطِ المسرح ِ . خيالان يتبددُ الظلامُ عنهما , فتبدو قطتان أحدهما بيضاء  والأخرى رمادية ) .

القطة البيضاء : ( تموي وتتمددُ  , من ثم تجلسُ كملكةٍ فوقَ العرش ِ) لقدْ كانَ طعاماً لذيذاً , ( تضربُ على بطنها )

                   لقدْ أمتلئ وأصبحَ كالطبل ِ, احتاجُ إلى زجاجةٍ من الحليبِ الطازج ِبعدَ هذا الطعام ِاللذيذ ِ, ومنْ ثمَّ

استرخاءٌ ونومٌ . سيكون شعوراً جميلاً .

القطة الرمادية : ( تموي تعباً ) لقدْ تعبتُ , منذ ُالصباح ِوأنا أطوفُ على دكاكين ِالجزارة ِ. لقدْ أصبحَ من الصعب

ِالحصولُ على لقمةِ العيش ِ– المعيشة ُصعبة ٌيا أخي . ولكنْ , الحمدُ لله على كل ِحال ٍ.

القطة البيضاء : ( تفتحُ زجاجة َالحليب ِ. تشرب ُ وتموي فرحاً ) حليبٌ طيبٌ , ينعشُ الروحَ والجسدَ .

ولكنْ ما هذه الرائحة ُالغريبة ُ .

(ِ تبحث ُعن مصدرِ الرائحة, تصطدم ُبالقطة ِالرماديةِ . تقعُ , تمسكُ أنفها  )

                   ( بازدراءٍ ) يا ألهي ما هذه ِالرائحة ُالكريهة . أبتعدي عني أيّتها القطة ُالنتنة ُ.

القطة الرمادية : ( بغضب ) لستُ نتنة ًأيّتها المغرورة ُ.

القطة البيضاء : بلْ نتنة وجرباء وحمقاء .

القطة الرمادية : ( بغضب ) كفاك ِثرثرة ً( بحزن ) ألم تشاهد ِفي حياتك ِقطة ًمسكينة ً,( متحسرة ) لقدْ كانَ لي فراءً

أبيضاً مثلك ِ.

القطة البيضاء : ( بسخرية ) هلْ هذا الفراءُ الكريهُ يشبه ُفرائي .؟

القطة الرمادية : نعم ْ. ولكنه ُالقدرُ . القدرُ من أرادَ أن أحيَّا هكذا , أبحثُ عن لقمةِ العيش ِ, منذ ُالصباح ِوأنا أغطسُ

من سلةِ قمامةٍ لأخرى . القدرُ من أرادَ أن يكونَ فرائكِ بيضاء . ( بإصرار) ولكنه ُلنْ يبقى

أبيضاً . فقدْ حكمَ القدرُ ( تتشاجران – يحتد الصراع –  تقعان أرضاً وقد هدهما التعب )

القطة البيضاء : ( تبكي ) لقد أفسدتي تسريحة َشعري ( تشم ) لقدْ أصبحتْ رائحتي كريهة ً.

القطة الرمادية : ( تمسح على شعرها )- الدولابُ دارَ يا ماما , الدنيا دولاب – يومٌ لكِ ويوم ٌعليكِ .

 

يخيمُ الظلامُ

                  

المشهد العاشر

( بقعة ُضوءٌ وسط َالخشبةِ . طفلٌ صغيرٌ يقومُ برصِّ حجارة ٍمكعبةٍ , فوقَ بعضها البعض . ينتهي , يقفُ إلى جانبِ الحجارة ِ . حذاءٌ بال ٍيصدمُ الحجارة َويُنثرها . إضاءة . ضحكاتُ الأطفال ِ, يتراكضون ويعيدون رصَّ الحجارة ِ    أما الطفلُ الصغيرُ , يركضُ لإحضار ِالحذاء , ِبعدَ كلِّ رميةٍ , يرمي بها الأطفالَ  ,  والأطفالُ في كر ٍوفر ٍلرصِّ الحجارةِ المتناثرةِ . موسيقا توحي بعظمةِ الموقفِ , يخيمُ الظلامُ تدريجياً,بقعة ُضوءٍ , طفلٌ سمينٌ في يده بعض المأكولات - إضاءة – يشيرُ السمين ُبيده ِ, يتجمعُ حولهُ الأطفالُ ,عدا الطفل الذي رصَّ الحجارة َ  ).

الطفل السمين: ( يأكلُ بشراسةٍ ) جميلٌ جداً, وفرة َ علينا ,مشقة َالانقسام ِإلى فريقين  . نحنُ فريقٌ( يشيرُ إلى الطفل ِ)

                   وأنت َ الفريقُ الآخرُ, سنلعبُ لعبة َالحمار ِوالعربةِ . ( ضحكاتُ أطفال )

صوت :  ( يضحك )  من سيكونُ الحمارَ؟

صوت آخر : نعمْ ! هذا صحيح ٌ. منْ سيكونُ الحمار؟ ومن العربة ؟

الطفل السمين :  ( بثقة ) أمرٌ بسيطٌ .( يخرجُ قطعة ًنقدية ًمن جيبهِ ) هذه ِالقطعة ُالنقدية ُ, ستقررُ أيَّ الفريقين سيفوزُ

                   بالعربةِ وأيُّهما سيكونُ الحمار. ( يشيرُ إلى الطفل ِبمكر ٍ) ها , أنت َ. ماذا تختار ؟ فريقنا أختارَ

الصورة َ , وعليكَ أن تختارَ الكتابة َ, اتفقنا .

الطفل : ( لا يرد ) .

الطفل السمين : ( يرمي القطعة َالنقدية َفي الهواءِ , يلاحقها الأطفال ُبنظراتِهم ,تدحرجُ القطعة ُ, يتتبعها الأطفالُ ,

يتجمعون حولها ) .

                    ( بثقة ) لا داعي للقلق ِ, إنَّها صورة , أعلمُ ذلكَ , لا احتاجُ لأحدٍ ليخبرني بذلك َ

( الدهشة ُبادية ٍعلى وجوه ٍِالأطفال ِ)

الجميع : صورررررة . إنها صورة .( يضحكون )

الطفل السمين : ( يضحك ) والآن , ليصعدَ الجميعُ إلى  العربةِ (يشيرُ إلى الطفلِ) وأنتَ- يا سيد حمار-  تفضلْ وخذْ

 مكانكَ .( يتجمعُ الجميعُ حولَ السمين ِ. يربطونَ الطفلَ , الذي يبدأ بسحبهم ِ . تتعالى الضحكاتُ).

                   ( بسخرية ) اسحبْ أيُّها النحيلُ الهشُ , فسوفَ تتكسرُ عظامُكَ الهشة ُتحت َوطأة ِالبرميل ِ.

 ( يطلُ الدومري من إحدى زوايا المسرح ِ, متكئاً على عصاه , والفانوس في يده ِ.  يلاحظ ُالقطعة َالنقدية َ . يجلسُ .يتأملُ القطعة َالنقدية َ, .)

الدومري : ( باندهاش ) إنَّها أغربُ قطعةٍ نقدية ٍ , شاهدتها في حياتي !! , بلغتُ الثمانين من العمر ِولمْ أشاهدْ مثيلها

          قد تكونُ أثرية ً, أو ربما غيروا العملة َالمتداولة َفي البلدِ . ولكنها تبقى غريبة ً, إنَّها ... إنَّها تحمل ُالصورة َ

على كلا  الوجهين  , أليسَ أمرها غريب ٌ.

( يحملُ فانوسهُ خارجاً )

يخيمُ الظلام ُ

          ****************************************************************

المشهد الحادي عشر

( فتاتان , إحداهما أنيقة ُالملابس ِ, و ترتدي الأخرى ثوباً بالياً , تقفان في اتجاهين متعاكسين  )

الفتاة 2 : ( بشاعرية ) يا الله , ما أجملَ ثوبُها !!.

الفتاة 1 :  ( تتأوه ) مللتُ  وضَجِرتُ ملابسي . أعيشُ في خوفٍ دائم ٍمن اتساخِها , عليَّ دائماً الظهورُ بمظهرٍ أنيق ٍ

          لا أستطيعُ اللعبَ بحريةٍ كبقيةِ الأطفالِ(متحسرة) الرسمُ ممنوعٌ,شدُّ الحبل ِممنوعٌ.القفزُ ولعبُ الكرةِ ممنوع ٌ .

          ممنوعٌ وممنوع ٌ, كوابيسٌ أينما ذهبتُ .

الفتاة 2 : ( بشاعرية ) يا لهُ منْ شعور ٍجميل ٍ,أن ارتدي ثوباً كثوبها (تتباهى  في مشيتها) عندها سألفتُ أنظارَ

 جميع فتيات ِحارتنا , سيقولونَ : جاءت الأميرة ُ.. وها هي الأميرة ُ.. وعادت الأميرةُ.( تضحكُ بفرح ٍ)

سأقولُ لهنَّ : إنَّ أبي أحضرها لي خصيصاً من باريس . وإذا حاولن لمسها,سأضربُ بقوة ٍعلى يديهنَّ.

( بكبرياء)ها... ابتعدنْ فسوفَ توسخن ثوبي . ( تضحكُ بشدة ٍ) أما الشبابُ.. آه.. من الشبابِ , سأسلبُ

عقولهم جميعاً , وسوفَ يشكلون َطابوراً طويلاً ً أمامَ منزلنا ..( تتحسر ) آه .. أحلمي . فلا تملكينَ سوى هذه

الأحلام .ولكن تبقى مستورة . والحياة ُلا بد لها أن تستمرَ , ثم ثوبي لا يعيبهُ شيءٌ , وهو مستوردٌ أيضاً , من

 عندِ جارنا , بائعُ الملابس ِالبالية . الذي يستوردها من جميع أنحاء العالم .

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

****************************************************************

المشهد الثاني عشر

( منزلُ الفتاةِ 1 – ويبدو عليهِ الرخاءُ , الفتاةُ ترتبُ مائدة َالطعام ِ)

الفتاة1 : ( بلهفة ) - مامي .. بابي – الغداءُ أصبحَ جاهزاً .

الأم : ( بغضب وهي ترتدي معطفها ) أستغفرُ اللهَ .. أستغفرُ اللهَ منْ هذه ِالفتاة , أكادًُ أجنْ من تصرفاتها , المنزلُ

مليءٌ بالخدم ِ. وتقومُ بتجهيز ِالغداء ِ, دائماً أجدها في المطبخ ِ. تجلي , تطبخ .

الفتاة1 : مامي الغداء .

الأم : ( بلا مبالاة تحمل حقيبتها النسائية ) ذاهبة ٌإلى النادي – باي - .

( يدخلُ الأبُ متجهاً حيثُ بابُ الخروج ِ)

الفتاة 1 : بابا ,ألستَ جائعاً , الغداءُ أصبحَ جاهزاً .

الأب : ( بلا مبالاة ) تأخرتُ , لديَّ عملٌ . – باي –

الفتاة 1 : ( بحزن )  يبدو أنني سأبقى وحيدة ًعلى المائدة ِ, ( تتأوه ) لا جديد , ففي كل مرة أبقى وحيدة وسأظلُ

وحيدة ( تصمت للحظة قصيرة – بفرح ) فكرة ٌجميلة ٌ, ( تنادي ) ها.. يا فتيات . أحضرن لتناول ِالغداء ِمعي

( تدخلُ الخادماتُ يجلسن إلى المائدة ِ)

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

هصبح

 

****************************************************************

المشهد الثالث عشر

( منزلُ الفتاة2 – الفقرُ يحومُ في المكان ِ, الأبُ جالسٌ مع أولاده ِ, يروي لهم حكاية ً )

الأب : ( بحنان ٍمشوق ٍ) صديقان ِحميمان ِ, امضيا أوقاتاً كثيرة ً, يلعبان، ينامان ،يتنزهان، معاً .

( خاطفاً انتباه جميع من حوله ) وفي يوم ٍمن الأيام ِبينما كانا يتنزهان في الغابةِ معاً , أثارتْ حركة ُالأعشابِ

 فضوليهما  . فقررا أن يستكشفا المكان َ. اقتربا ببطء ٍ ( يقتربُ الأطفالُ من الأب ِويحيطون بهِ ) ازدادتْ

حركة ُ الأعشاب ....

ِ(  يقهقعُ الأبُ كدب ٍخائف ٍهبَّ للدفاع ِعن نفسهِ  , يفرُّ الأطفالُ من حولهِ خائفينَ

دبٌ عملاقُ وقفَ كحائطٍ منيع ٍسدَّ عليهما الطريقَ وأدبَّ الخوفَ والهلعَ في قلبيهما , أسرعَ أحدهما كالبرق

ِيتسلقُ شجرةً كانتْ بالقرب ِمن المكان ِ, والآخرُ استرخى متمدداً كجثةٍ لا حياةَ فيها .اقتربَ الدبُ العملاقُ

من الجثةِ ( يحيطُ الأطفالُ بالأبِ ويلتصقونَ به خائفين ) جلسَ بالقربِ منها, وبدأ يشمها من جميع ِأطرافها .

 وبعد لحظةٍ .. غادرَ المكانَ مبتعداً . استفاقَ الصبي ينفضُ الغبارَ عن ملابسهِ , اقتربَ الصبيُ الأخرُ منهُ

وقالَ : ها . فيما حدثكَ الدبُ في أذنكَ . نظرَ الصبيُ إليهِ وقالَ:

لقد حدثني بأننا نحنُ معشرُ البشرِ انعدمتْ الصداقة ُبيننا فالصديقُ لا يترك صديقهُ في الشدائدِ كما فعلتَ

 يا صديقَ الطفولةِ .

((, تدخلُ الأمُّ , وهي تحملُ قدرَ طعام ٍفي يديها ))

الأم : ( بفرح ٍوحنان ٍ) ها.. يا أطفال الغداء , الغداء.. أيها الزوج الطيب .

( ازدحامٌ حولَ المائدة , ضحكاتُ أطفال ٍ, أصواتٌ تتداخلُ )

صوت 1 : ابتعدْ قليلاً يا أخي .

صوت 2 : ( بدلال) ماما .

صوت 3: ( بتلذذ ) إنها أطيبُ – مجدَّرة – أكلتها  في حياتي .

تتعالَ الضحكاتُ ويخيم ُالظلام ُتدريجياً

 

****************************************************************

المشهد الرابع عشر

( يدخلُ الشاعرُ , مردداً أبياتاً شعرية )

الشاعر : ( بشاعرية ) خلقنا لنبكي ........ وتبكي الحياة

                             ســـــــــريرٌ.... تلاعبهُ الأغنيات

          ( مفكراً ) ماذا بعدُ أيُّها الشاعرُ ؟؟ لقدْ فقدتَ الإلهامَ .. ( بملل ٍ) وهذا يعني, بحثٌ من جديد ٍ.. ولكن أين ؟

 لمْ أترك مكاناً , لقدْ بحثتُ في كل ِمكان ٍ, ولكنْ دون جدوى .. ( مستدركاً) الصالة !! نعم الصالة ..

 إنهُ المكانُ الوحيدُ , الذي لم ابحثْ فيهِ  ( يخرجُ ويدخلُ الدومري العجوزُ ).

الدومري : آه .. مصابيح ٌ مصابيحْ . أسرة ٌ من الأبنوس ِ, وملاعقٌ ذهبية ٌ, وعروشٌ ملكية ٌ. يولدونَ والضوءُ مسلطٌ عليهمْ . وفي كوخ ٍموحش ٍمظلم  تسمعُ بكاءً ممزوجاً بالفرح ِمبشراً بحياة جديدة  .. آه.. إنها المصابيح    ( يخرج )

الشاعر : ( يطلُّ من بين الجماهير في الصالةِ ) ( بفرح ٍ) أحسنتَ أيُّها الإلهامُ العجوزُ .. يقولونَ : إنَّ التقدمَ في العمرِ

مصحوبٌ بالخرف ِ ( يضحكُ ).. نعمَّ الخرفُ إن كانَ يدرُّ حكماً وأشعاراً .

 ( بشاعرية )

أبداً لم نولدْ كي نبـــــــــكي

أو نتذمرَ أو نشـــــــــــــكي

الحقُ ولدنا كي نفــــــــــرحْ

إن كانَ لفرحتنا مطـــــرحْ 

 

( يخرج ويتلاشى صوته )

يخيمُ الظلامُ

****************************************************************

المشهد الخامس عشر

( منزلُ الطفل ِالنحيل ِ- بقعة ُضوءٍ, صورة ُصغيرة ٌللأب ِ, رُبط َبشريط ٍأسود ٍفي الزاويةِ اليساريةِ العلويةِ . أصواتٌ تتداخل  ).

صوت1 : رحمهُ اللهُ , كانَ رجلا ًطيباً .

صوت2 : ( متحسراً ) أأأه .. قضى عمرهُ في خدمةِ أولاده ِ.

صوت3 : رحمة ُالله عليهِ .

صوت4 : رحلَ تاركاً خلفهُ أرملة ًو أطفالاًً أيتام .

صوت5 : كانَ اللهُ في عونهم .

صوت6 : عظمَ اللهُ أجركم .

صوت7 : البقية ُفي حياتكم .

يخيمُ الظلامُ تدريجياً وتتلاشى الأصوات

****************************************************************

المشهد السادس عشر

( منزلُ الطفل ِالسمين ِ– بقعة ُضوء ٍ, صورة ُكبيرة ٌللأب ِأحيط َبالورد ِ. مربوط ٌبشريط ٍأسود ٍفي الزاويةِِ اليساريةِ العلويةِ . أصواتٌ تتداخل ) .

صوت1 : ( هامساً ) غريبٌ أمرهم !!, البسمة ُتتفجرُ من شفاههم . !!

صوت2 : ( هامساً ) ولماذا الحزنُ يا صديقي ؟ المرحومُ رحلَ . ولكنَ ثروته ُباقية ٌ.

صوت3 : ( هامساً ) يقولونَ : إنَّها ثروة ٌضخمة ٌ.

صوت2:  ( هامساً ) ولما لا , ملياراتٌ في البنوك ِ, عقاراتٌ لا تعدُّ ولا تحصى , شركاتٌ , سياراتٌ.

صوت3 : ( متحسراً ) أأأه .. – الله يرزقنا –

صوت1 : سبحانَ الله , الله يرزقُ من يشاء .

صوت4 : عظمَ اللهُ أجركم .

صوت5 : رحمهُ اللهُ .

صوت6 : البقية ُفي حياتكم

 

يخيمُ الظلامُ تدريجياً وتتلاشى الأصوات

****************************************************************

المشهد السابع عشر

( منزلُ النحيل ِ. أصواتُ زغاريد ٍ. عروسان )

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

****************************************************************

المشهد الثامن عشر

( منزلُ السمين ِ. أصواتُ زغاريد ٍ. عروسان , العريسُ في يده ِبعضُ المأكولات ِ)

 

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

****************************************************************

المشهد التاسع عشر

 

( منزلُ النحيل ِ, ضحكاتُ الأطفال ِ , الأمُّ حاملة ُتتحركُ بصعوبةٍ . الأبُ النحيلُ يلعبُ مع أطفالهِ

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

****************************************************************

المشهد العشرون

 

( منزلُ السمين ِ. الأبُ السمينُ وفي يده ِالمأكولاتُ إلى جانبهِ الزوجة ُ. من حوليهما الأطفالُ في أفواههم أطعمة ٌ)

 

فلاشُ كميرة

ثبات

يخيمُ الظلامُ تدريجياً

 

****************************************************************

المشهد الحادي والعشرون

 

( عجوزان , سمينٌ في يده ِحقيبة , ونحيلٌ – كفنٌ أبيضٌ يتدلى وسط َالمسرح ِ)

العجوز النحيل : والآن أيُّها البرميلُ , الساعة ُحانتْ . انظرْ جيداً إلى هذا الكفن ِالمدلى , إنهُ خطُ النهايةِ ( ضاحكاً )

                   أنصحكَ بأن لا تحملَ نفسكَ مشقة َالحصول ِعليهِ . فهو قدري المحتومُ .

العجوز السمين: ( ساخراً ) لا تكنْ واثقاً أيُّها النحيلُ الهشُ ,( يلوحُ بحقيبتهِِِ ) ما دمتُ أحملُ هذه الحقيبة َفهو نصيبي.

العجوز النحيل : ألم أقل لكَ : بأنكَ برميلٌ فارغ ٌ, ولىّ الزمنُ يا صاحبي , والدولابُ دارَ دورتهُ ,المالُ لن يغيرَ قدركَ

( يدخلُ الدومري والشاعرُ, يرددان أبياتاً شعرية ً)

الدومري : ( متحسراً ) أأأه ... وخصوصاً إن ولدَ فلانْ

الشاعر : ( بشاعرية )            فوقَ سريرٍ من أبنوسْ

الدومري :                         وبفمه ملعقـــــــة ذهبْ

العجوز السمين : ما دمتُ أملكُ المالَ , فالدولابُ يدورُ معي ولن يفارقني . من هذا الأحمق الذي يفارقُ الثروةَ والجاه

العجوز النحيل : ( ساخراً ) يبدو أنكَ فقدتَ عقلكَ . الحقُ معكَ , الحقيقة ُتفوقُ تصوركَ .

.

( يقتربُ الكفنُ من العجوزين , يحتدُّ الصراعُ بينهما , الكفنُ يتمايلُ فوقَ رأسيهما , تزدادُ الموسيقا توتراً , يسقطُ الكفنُ فوقَ العجوزِ النحيل ِ. أوراقٌ ملونة ٌتتساقطُ على الخشبةِ , الأعلامُ الزرقاءُ تتمايلُ يخيمُ الظلامُ ومن ثم تضاءُ الخشبةُ . فرقة ٌموسيقية ٌ. مغن ٍومغنية  ) .

 

أبداً لم نولدْ كي نبـــــــــكي

أو نتذمرَ أو نشـــــــــــــكي

الحقُ ولدنا كي نفــــــــــرحْ

إن كانَ لفرحتنا مطـــــرحْ

 

*********

خصــــــوصاً إن ولد فلانْ

فـــــــوقَ سريرٍ من أبنوسْ

وبفمهِ ملعـــــــقة ذهــــــبْ

 

*********

أو ولدَ لبيتِ الجيــــــــرانْ

أبنٌ منتوفٌ منحــــــــــوسْ

وبفمهِ ملعقة حطـــــــــــبْ

*********

قولوا .. قولوا ماذا نفعل ؟

هيـــا قولوا ماذا نحـــكي ؟

 

اللازمة

*********************

ســــــــــــــــــــــتار

 

تمت بعون الله الثلاثاء 25 / 9 / 2007 م - 13 رمضان 1428 هـ  -  الساعة العاشرة والنصف صباحاً

الشعر : الأستاذ محمد أبو معتوق

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2008/5/1

 

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE