كهف دوده رييه

                          Duderiye

توجد العشرات بل المئات من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى عصور زمنية مختلفة في منطقة عفرين. فكانت هذه البقعة الجغرافية الصغيرة موطنا للإنسان منذ أقدم العصور. عبرها مر سلف الإنسان "هومواركتوس" قبل حوالي مليون عام؛ متوجها شرقا إلى آسيا وغربا نحو أوربا وفي كهف "دود ه رييه"  Duderiyeعاش إنسان "نياندرتال" قبل مائة ألف عام. كما كانت موطنا للإنسان العاقل منذ حوالي أربعين ألف سنة.

Duderiye

واحد من الكهوف الكثيرة المنتشرة في وادي نهر عفرين ومنطقة عفرين. يقع في منتصف الانحدار الغربي لجبل ليلون، في المنطقة الواقعة بين قريتي برج عبدالو وغزاويه، في واد يحمل نفس الاسم "دوده رييه". يبعد الكهف عن مدينة عفرين مسافة 13كم جنوبا، وعن الطريق المعبد بين قريتي برج عبدالو وغزاويه بنحو /2 /كم شرقا، وعن نهر عفرين في الغرب بمسافة /4/كم. أما ارتفاع موقعها عن سطح البحر فيبلغ 450م.

ينحدر وادي "دوده رييه" بشدة نحو الغرب، بحافتين شاهقتين. فإذا وقف المرء في منتصف الوادي، ونظر جنوبا فسيرى "على ارتفاع 100م تقريبا"، الباب الشمالي للكهف على هيئة قنطرة مطلة على الوادي من قمة المنحدر.

لكهف "دوده رييه" بابان، الأول: شمالي يشرف على الوادي، أبعاده: /8/م عرضا و/5/م ارتفاعا. والثاني: في الجهة الجنوبية، يشبه مدخنة طبيعية واسعة، متوسط قطره نحو /8/م، ومفتوح باتجاه السماء، بمستوى استواء الجبل، بحيث تتعذر مشاهدته قبل الوصول إليه. وبجانب هذا الباب فسحة ترابية منبسطة. أما عمق الكهف فيبلغ نحو 30م، وارتفاعه عند الباب الجنوبي "المدخنة" حوالي /8/م.

وكانت البعثة اليابانية السورية المشتركة قد أشارت إلى الكهف كموقع للتنقيب في عام 1988. وبدأت الأعمال فيه عام 1989. وتم العثور خلال عامين على 70 قطعة من أجزاء عظمية لإنسان "نياندرتال" من العصر الحجري القديم الأوسط. وأنهت البعثة صياغة نتاج عملها خلال تلك السنتين بتقرير نشر في اليابان سنة 1993.

كانت المفاجأة الأولى في موسم تنقيب 1993 حينما عثر المنقبون على هيكل عظمي كامل لطفل يبلغ من العمر عامين، وفي وضعية توحي بعملية دفن بدائية. وكان أكمل هيكل عظمي لإنسان نياندرتال في العالم. وقدر علماء البعثة اليابانية عمر العظام بحوالي 100 ألف سنة".

وبعد أن بانت هذه الأهمية الكبيرة للكهف، وضعت البعثة اليابانية أبوابا حديدية للكهف، واعتبر موقعا أثريا نادرا وبالغ الأهمية ليسس في سوريا فحسب، بل في العالم أيضا.

 

- فضل اليابانيون، الإبقاء على اسمها القديم "دوده رييه" ذات البابين- ، لا اسم "الحضيرية" كما أطلقت عليها وسائل الإعلام الرسمية.

 

 

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE

-المعلومات عن تنقيب عامي 1989  و 1990  مأخوذة من تقرير منشور في اليابان باسم: Anthropol]Sci]10"4"-1993 الصفحات 361 إلى 387. راجع فهرس المراجع.

- عن محاضرة للعالم الياباني" أكازاوا " 1996 في جمعية العاديات في حلب . مجلة الحوار العدد المشترك 16 17.

- مخطوطات الدكتور محمد عبدو

لقمان عفرين/lokman shamo kalo