أن
الهيئة الكوردية العليا قد دخلت إلى مرحلة التنفيذ الآن بعد أن
انتهت من مرحلة التوافق والوفاق , ولكن على أرض الواقع هناك بعض
الأمور التي يبدو أنها أُجلت أو لاقت بعض الصعوبات في حلها , ومن
أهم هذه الأمور هي قضية العَلَمْ الكوردي السوري الموحد , والذي
يشكل مطلباً شعبياً ملحاً تفرضها المرحلة , فالمجلس الوطني الكوردي
السوري يرفع علم إقليم جنوب كوردستان ( كوردستان العراق ) والذي هو
بدوره علم جمهورية مهاباد التي أسسها الراحل العظيم قاضي محمد ,
أما مجلس الشعب في غرب كوردستان فيرفع علماُ خاصاً به يتألف من
الألوان الكوردية القومية الأصفر والأخضر والأحمر, بالطبع لكلا
العَلَمَين قدسيتهما ورمزيتهما التاريخية والقومية , ولكن ككورد
سوريون مقبلون على مرحلة جديدة لابد من عَلَمٍ يمثلهم كلهم من دون
استثناء , يناضل تحته كل الكورد بمختلف أطيافهم وتجاذباتهم , وهذا
سيساهم جداً في نجاح عمل الهيئة الكوردية العليا , وسيرسخ تلك
المرحلة التاريخية الجديدة التي يؤسس لها حالياً في غرب كوردستان ,
وتوحيد العلم الكوردي ليست بالمهمة المستحيلة أو الصعبة , فقط
يلزمها بعض من الإرادة التي عهدناها من كل الإطراف وخاصة في هذه
المرحلة , والعلم الكوردي معروف بألوانه التاريخية التي تعبر عن
اندماجه التاريخي مع الطبيعة , فالعلم الكوردي السوري سيستوحى من
هذه الألوان مع شكل هندسي غير معقد يكون له دلالة ما . إن هذه
الخطوة رغم بساطتها على المستوى الفني فهي تاريخية على المستويين
القومي والوطني , ومهمة جداً حيث لا تقل أهمية عن تشكيل الهيئة
الكوردية العليا , وهذا المطلب الشعبي لابد وأن يدخل حيز التخطيط
والتنفيذ في أقرب وأقصر وقت ممكن , فالربيع الكوردي السوري سيزهو
بعَلَمِه الذي سيمثل الشعب الكوردي السوري كمكون له شخصيته
الاعتبارية الوطنية والقومية , ساهم ويساهم بكل قواه في ثورته نحو
الحرية والكرامة .