www.lokmanafrin.com

المزارات في عفرين

 

يكتظ منطقة عفرين بالمزارات والأماكن التي لها صفة التقديس، وفي بعض القرى أكثر من مزار أو مكان مقدس. والمزار عادة ما يكون بناءً أثرياً قديماً، أو خرابة في طرف القرية، أو شجرة، أو حتى صخرة كبيرة بجانب مصدر للمياه أو في أماكن أثرية قديمة يعتقد الناس بقدسيتها. والمزار النموذجي هو بناء صغير مربع الشكل، له قبة، بابه ضيق وقليل الارتفاع ومتجه إلى الشمال بصورة عامة، ولا فرق في هذه المواصفات بين القرى التي يسكنها الإيزديون أو المسلمون، أو بين قرى السهل والجبل.

وفي الأماكن الجبلية عادة، يوجد بجانب المزار مجموعة أشجار، أو شجرة كبيرة، إذ يمكن التعرف على الكثير من المزارات وسط الحقول أو في الجبال الجرداء أو سفوح الجبال والوديان بالأشجار الموجودة حولها.

 

- زيارة حنان:

تقع زيارة حنان أو عبد الحنان جنوبي قرية "مشعلة" ، بجانب الطريق العام حلب عفرين. وهي زيارة معروفة لدى سكان المنطقة. وعلى بعد نحو خمسين مترا منها إلى الشمال الغربي، مزار آخر ذو مبنى  صغير يسمى مزار پير جعفر، وهو يخص الدين الإيزدي، وقد أهمل لعدم اهتمام الإيزديين به، ولوقوعه بجانب مزار حنان الأكثر شهرة.

كان البناء الأساسي القديم لمزار حنان صغيراً، فيه ضريح. وفي عام 1964 بنى المرحوم الدكتور نوري ديرسم منارة لمبناها وأحاطها بسور وحولها إلى مسجد، وجهز لنفسه ولزوجته قبرين داخل السور، ودفنا هناك بعد وفاتهما.

وعن هوية المزار يقول ابن الشحنة: بقرية مشحلا، من عمل أعزاز، قبر أخي داود عليه السلام، وهذه القرية فيها بساتين ونهر جار…،. أما النهر فنعتقد أنه جدول ماء كفرجنة الذي يبدو أنه كان غزيراً على أيام ابن الشحنة. أما المقبرة الموجودة بجانبها، فقد تحولت إلى مقبرة عامة لأهل المنطقة، والقاطنين منهم في حلب. وكانت "بجانب مبنى المزار" عدة قبور مقامة حسب طريقة الدفن اليهودية /شمال-جنوب/ أيضا.

ومن القبور القديمة والمميزة على الجانب الشمالي الغربي من المزار، قبرا نحتت شاهدتاها على هيئة عمامة، عليها رسم لسيف ولنوع قديم من المسدسات، يعود لشخص يدعى /محمد بن الحاج علي الكردي، وفاته في شهر رجب عام 1266هـ/1849م/.

وعلى قمة المرتفع المطل على قرية كفرجنة والذي يسمى بيلى منان يوجد المزار المسمى "منان"، وهو عبارة عن مزار ذو مبنى تقليدي، ولاشك أن بين المزارين صلة وثيقة، فالأهالي يدعون بأن "حنان ومنان" إخوة، وتقول بعض المصادر بأن تاريخهما يعود إلى عهد النبي داوود. أما اسما منان وحنان فهما من أكثر الأسماء شيوعا في المنطقة تيمنا باسم صاحبي المزارين، رغم غموض نسبهما الحقيقي, والفترة التي يعودان إليها، وهويتهما الدينية.

- مزار محمد علي:

يقع مزار محمد علي في وادٍ مشجر جميل بين قريتي " هوليلو وكوران " في ناحية راجو، على مسافة 200م شمالي الطريق العام، تحيط بها أشجار البلوط والزيتون، وبجانبها مقبرة قديمة، وأمام بابها الشمالي شجرة مزينة بآلاف القطع الصغيرة من الأقمشة من قبل المتبركين والناذرين. الزيارة عامة ومعروفة، تقدم عندها القرابين، ويومها المقبول هو الأربعاء، وهذا يذكرنا بخصوصية يوم الأربعاء لدى معظم الأكراد. والجدير بالذكر أن اسم محمد علي منتشر بكثرة في القرى المحيطة بالمزار، تيمناً باسم صاحب هذا المزار المجهول الهوية.

- مزار قَرَه جورني:

يقع هذه المزار بجانب الجسر المقام على وادي " قره جُرنى" الجميل بجدوله الرقراق وأشجار الدلب الضخمة التي تغطي مسافة أكثر من 2كم منه، والمزار تقليدي من حيث البناء، يؤمه المتبركون يوم الأربعاء بذبح دجاجة عنده. تاريخ هذه الزيارة غامض، إلا أن هناك لوحة مثبتة على واجهتها، كتب عليها النص التالي: ""إن هذا المزار يعود إلى شهيد اسمه "هوكر" وهو من أحفاد أحد الكهنة الزردشتيين من قرية عين دارا، وكان أحد قادة عماد الدين زنكي، قتل في القرن الحادي عشر لدى عودته من تحرير مدينة الرها من البيزنطيين"". وقد استمدت الزيارة اسمها من جرن كبير من حجر البازلت الأسود كان بجانبها، ولم يعد موجود حاليا.

- مزار سلطان شيخ موس :

تقع هذه الزيارة في سهل ميدانيات، جنوبي قرية "كاوندا"، وسط مقبرة كبيرة قديمة تحيط بها أشجار البلوط. وفي الموقع أعمدة حجرية ضخمة عديدة منتشرة على مساحة نحو 2هكتار من الأرض تذكرنا بأبنية جبل شيروان "القسم الجنوبي من جبل ليلون" الرومانية والبيزنطية.

تقع الزيارة وسط قرى ميدانيات، وهي مباركة لدى الأهالي، وكثيراً ما يسمون أولادهم باسم صاحبها المسمى شيخموس، والإناث باسماء عيشه وهي والدة شيخموس، وسلطانة هي أخته. وقد نقشت على باب المزار كتابة عثمانية تعود إلى عام 1300هـ/1882م، تذكر بأن صاحب المقام هو "شيخموس عنزلي".

يروي القرويون عن شيخموس بأنه من نواحي شيخ الحديد، وكان راعيا للماعز، واتهم اتهاما باطلا بالزنى في قريته وحكم عليه بالقتل، فأوصى بأن يدفن بعد مقتله في سهل ميدانيات ، فحمله أربعة رجال من قرية شيخ الحديد إلى هناك، وحينما وضعوا نعشه في السهل أسفل سفح الجبل، تدحرجت صخرة من أعلى الجبل، ودارت حول النعش ثم وقفت بجوارها، فقام هؤلاء الرجال بدفن الجثة في نفس المكان. وتكمل الرواية، بأنهم عند عودتهم إلى شيخ الحديد مسخهم الله إلى خنازير قرب قرية "قره بابا"، ولايزال هناك ممر يسمى "ممر الخنازير" تذكيرا بتلك الحادثة. ويعتقد القرويون بأنه تظهر بين الحين والآخر كرامات بجوار القبر. فبنى الأهالي عليه ذلك المقام منذ حوالي قرن ونصف تكريما له.

ومن المفيد ذكره هنا، أن للإيزديين سبعة سناجق "رايات" يرمز كل واحد منها إلى ملاك، أعظمهم سنجق "العنزل"، والعنزلي أو شيخ ابراهيم العنزلي هو أحد مشايخ الإيزديين المرموقين من الفئة القاتانية إلى جانب شيخوبكر. وربما لقب شيخموس بالعنزلي لكونه من مشايخ الفئة القاتانية الإيزدية من مشايخ شيخ أبراهيم العنزلي، وكان متصوفا ومتعبدا، فتوفي هناك ودفن في نفس المكان، فاتخذه الناس مزارا يتبركون به!.

تقع هذه الزيارة الشهيرة شمالي قرية "شيخ عبد الرحمن"، وهي تبعد عن الطريق العام عفرين - جنديرس مسافة 3كم. وهناك تل أثري بجانب الزيارة إلى الشرق منها، وفي جنوبها مقبرة قديمة وشمالها نبع ماء غزير. مبنى المزار واسع مؤلف من قسمين، في غرفته الغربية ضريح، بجواره حجر قديم كتب عليه اسم المزار وصفاته باللغة العثمانية القديمة، أزيل هذا الحجر من واجهة المبنى أثناء ترميمه، ووضع بدلا عنه حجر مكتوب عليه بالعربية: "هذا مقام عبد الرحمن بن عوف".

وبالسؤال من حارس المزار، قال: إن الصحابي عبد الرحمن بن عوف /43ق.هـ - 32هـ = 581-652م/، جرح هنا وأقيم له هذا المقام. إلا أن المصادر التاريخية لا تتحدث عن وصول ذلك الصحابي إلى هذه الأنحاء، أو أنه خاض معارك فيها. ويؤم المزار أناس من مختلف المناطق والأديان والقوميات، وللمقام شهرته في مسألة الحمل لدى النساء.

- مزار قازقلي:

تقع زيارة "قازقلي" على قمة جبل قازقلي، الذي يطل من الغرب على وادي "جرجم"، ومن الجنوب على سهل جوم وبلدة جنديرس؛ قمة الجبل مغطاة بأشجار الصنوبر. أما الزيارة فهي عبارة عن غرفة صغيرة مربعة الشكل وسط مقبرة أثرية قديمة، يؤم المزار أبناء القرى المجاورة ويقدمون عندها القرابين، ويتسمى الناس باسمها كثيرا.

 وحول المزار واسمه، فإن "قازق" تعني العمود بالتركية والكردية و لى لاحقة تركية بمعنى العائدية أو صاحب الشيء، والمعنى كاملاً يصبح "العمودي"، والعموديون جماعة من الرهبان المسيحيين، كانوا يتعبدون على الأعمدة، وأولهم سمعان العمودي. وأسلوب العبادة هذا كان موجوداً في المنطقة إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وهناك أثار إفرنجية ومقبرة قديمة حول المزار. والاحتمال الغالب أن يكون للمزار واسمه علاقة براهب كان يتعبد على عموده ثم دفن هناك.

- مزار شيخ جمال الدين:

يقع شمالي غربي قرية جويق بنحو 1كم، بناؤه تقليدي يشترك في تبجيله أبناء القرى المجاورة، مثل "داركير وكوكاني وجويق". واسم جمال الدين منتشر بين سكان تلك القرى. ويقال إن شيخ جمال الدين هذا هو الجد الرابع للشيخ إبراهيم خليل، قائد الحركة المريدية في منطقة عفرين، ومن المحتمل أن تكون هذه الرواية بمثابة دعاية روجتها حركة المريدين لإضفاء صبغة تاريخية على شيخهم وأجداده.

- مزار علي ده ده:

يقع على قمة مرتفع مقابل جبل قازقلي من جهة الغرب، يدل مبناها أنها تعود إلى عهود ما قبل الإسلام. يوجد داخل المزار مقام. ولكن اسم المزار ينبئ بأنه يعود إلى الطائفة العلوية، ويزور المزار أهالي قريتي سنارة  وأنقلة لوقوعها شرقي هاتين القريتين.

- مزار الشهيد مراد:

يقع هذا المزار في سهل دريميه جنوب قرية كوركان في السهل، بجانب نبع دريميه. وهو مزار مشترك لأهالي قرى بعدنلي وعرب اوشاغي وساري اوشاغي، ويُستَدَلُ من اسمه أنه قريب العهد، فاسم مراد يتسمى به الأكراد والأتراك.

- زيارات في شيخ الحديد:

ـ "بزلمه ده ده"، كان وسط قرية شيخ الحديد في القرية السفلية، وقد أزيلت الآن، وتحول مكانها إلى مقهى. يقع المزار قرب القرية بجانب الطريق العام، وله مبنى تقليدي لا يزال قائماً، وبجانب شجرة دلب ضخمة.  ـ مزار خضر في وسط المقبرة الكبيرة للبلدة، وأسماء المزارات الثلاثة تشير إلى انتشار المذهب العلوي في المنطقة.

وقد ذكر ابن الشحنة في /الدر المنتخب ص127/، ""إن قبر يوسف بن أسباط يقع في قرية شيخ الحديد"". وهذا القبر غير معروف الآن، وقد تكون لإحدى هذه المزارات علاقة بالقبر الذي ذكره ابن الشحنة.

 

مزارات الطائفة العلوية

عددها ثلاثة:

1 - سلطان "بَرْبَعوش"‏:

يقع هذا المزار شمالي البلدة في السهل. وهو عبارة عن مبنى مزار تقليدي، على تلة أثرية وسط السهل، بجوار التل نبع ماء غزير، في محيطها دلائل لآثار قديمة. واليوم الخاص للمزار هو الأربعاء، حيث تقدم فيه الذبائح والنذور. وقبل عقدين من الزمن تقريباً، كان أهل المعبطلي يزورون المزار سنويا في شهر نيسان، ويقدمون الأضاحي، وكان بمثابة عيد ديني واجتماعي هام. وقد أهملت المناسبة حاليا.

2 - مزار شيخ حمو:

يقع جنوبي البلدة على طريق قرية داركير ، وفي هذا المكان مقام وخرائب وعدد من الآبار القديمة.

3 - شيخ مَعْمْ  :

 مكان مبارك يقع شمالي البلدة، وفيه مقام.

 
 

إعداد و تنفيذ :

د.محمدعبدو

 لقمان عفرين / لقمان شمو كالو

  HOME   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE