هو
من الشخصيات البارزة والمعروفة جيدا على الصعيد الشعبي في منطقة عفرين، تروى
عنه حكايات ونوادر تعبر عن شهامة وجرأة نادرتين لدى هذا الرجل ولدى شقيقه
الأكبر حنان ديكو اللذين تصدرا زعامة عشيرة
"آمكان"
في فترة نهاية القرن التاسع عشر، والثلث الأول من القرن
العشرين. وكان لهما دور بارز في مقاومة الفرنسيين منذ أول يوم دخولهم
المنطقة.
ففي بداية دخول الفرنسيين، التف حول سيدو آغا مئات الرجال من آمكان، وجرت
اشتباكات عديدة بينهم وبين الجنود الفرنسيين، من أهمها تلك التي حدثت في عام
1921 في " وادي النشاب"، وتمكن سيدو آغا وأحمد
روتو وأصلان آغا ومقاتلوهم من قطع طريق سكة الحديد في ذلك
الوادي، فتدهور قطار محمل بجنود من القوات الفرنسية، ووقع الجميع بين قتيل
وأسير وجريح. كما كمن المجاهدون للقوات الفرنسية في مواقع أخرى، وألحقوا بها
خسائر كبيرة.
وعندما أيقن الفرنسيون صعوبة القضاء على سيدو آغا ورفاقه، بعثوا إليه قريبه "كوررشيد"،
فتحايل عليه، وأخذه إلى مركز الاستخبارات الفرنسية في أعزاز، وهناك شرح له
كوررشيد الأمر، وضرورة أن ينكر أي عمل قام به في مواجهة الفرنسيين، ولكن سيدو
آغا استهجن تحايل كوررشيد عليه، فلم ينكر مقاومته للفرنسيين أمام رئيس
الاستخبارات الفرنسي "نوتاري"،
وأصر على القول بأنه هو وحده المسؤول عن مقتل الجنود الفرنسيين في "وادي
تيران". ورغم ذلك خيره "نوتاري"
بين الكف عن المقاومة، أو النفي إلى منطقة كوباني "عين العرب". فاضطر سيدو
آغا إلى اختيار الأمر الثاني، ووعده
بترك
المقاومة. ولكن العداء للفرنسيين بقي مستحكما في نفسه، لذلك اختاره الأتراك،
وأرسلوا إليه في عام 1938 كمية من القبعات الخاصة بالفترة الكمالية لتوزيعها
على أهالي منطقة عفرين، للإيحاء بأن منطقة عفرين ترغب في الانضمام إلى تركيا،
ووجوب إجراء استفتاء فيها على غرار لواء اسكندرون. وحينما كشفت اللعبة
الكمالية، أتلف سيدو آغا القبعات.
وقف سيدو آغا موقفا عدائيا
من الحركة المريدية. فهاجمت مجموعة من المريدين داره محاولة قتله، إلا أنه
تمكن مع أهالي قريته من صدهم، وقتل اثنين منهم في حرم منزله.
وتوفي سيدو آغا سنة 1943،
مخلفا أربعة أبناء يشكلون الآن عائلة كبيرة تتجاوز300 فرد.
خطوطة : الدكتور محمد عبدوعلي , لقمان
عفرين
العودة إلى
الصفحة السابقة |