ولد الشهيد المجاهد رشيد حجي رشيد بن رسول في قرية علمدار من أعمال ناحية راجو في عام 1905. تتلمذ على يد العالم الديني رشيد كدرو من قرية أبين. وكان يتقن اللغة العثمانية إلى جانب اللغة العربية. وقام بتدريس اللغة التركية والقرآن الكريم في قريته علمدار عام 1931–1932. وكان يطالع الكتب المتوفرة آنذاك، ويلفت أنظار المحيطين به على مظالم الفرنسيين.

ترسخت في ذهنه فكرة القيام بثورة مسلحة ضد الفرنسيين وطردهم من البلاد، فقام بادئ ذي بدء ببيع أملاكه لتوفير أموال تساعده في القيام بثورة مسلحة، وأيده أناس كثيرون، أمثال عثمان حمو مصطفى من قرية چنجلي، وسينو من قرية كاوند ، وشيخو مصطفى من قرية دودى ، وله أنصار في تركيا أيضا، وبدأوا يتجولون في قرى المنطقة لجمع الأنصار والمؤيدين، فاشترى الأسلحة والعتاد استعدادا للمقاومة. ثم اتصل مع المدعو رشيد إيبو من بلاليكو  الذي كان من قوات "الچته" قديما، إلا أن علاقتهم لم تدم طويلا.

جرى قتال بينه وبين الميليشيا التابعة للقوات الفرنسية، قرب قرية "زركا"، مما أدى إلى مقتل أحد عناصر الميليشيا، فجاءت قوة فرنسية كبيرة إلى قرية "علندار"، أرهبت الناس، وهددت بحرق القرية وممتلكاتها إن لم يستسلم "رشيد"، مما اضطره هو ومرفقوه إلى تسليم أنفسهم، فنقلوا إلى سجن بيروت في عام 1935. وأعدم رشيد في الشهر العاشر من سنة 1936، وحكم على رفاقه: عثمان حمو مصطفى، وسينو بالسجن المؤبد، ولقيا حتفهما في السجن، كما حكم على شيخو مصطفى بالسجن عشرين عاما لصغر سنه. وقد توفي هذا الأخير سنة 1991. وهكذا تم إخماد نواة حركة مسلحة مناهضة للفرنسيين في منطقة عفرين، وهي لاتزال في المهد.

مخطوطة : الدكتور محمد عبدوعلي , لقمان عفرين

العودة إلى الصفحة السابقة