"
في هذه المدينة الصغيرة ... في عفرين التي ينعشني
هواؤها .... يمتعُ ناظريَّ جمالية طبيعتها .....
يطربني شدو أطيارها ويذهلني بساطة سكانها . في هذا
الجو المتشعب في أنماط حياة سكانه سلوكاً وتفكيراً ،
اكتشفت ومنذ الصغر ميلي إلى فن الرسم ، كنت أحاول رسم
كل شيء أراه " .
من
الصعب في مجتمع صغير محكوم بإرث من عفن الماضي والحاضر
على حد سواء ، من الصعب عليه أن يخطو لتحقيق آمال
وطموحات تتراءى له في اليقظة والغفوة ، حاولت أن أخرج
من هذا القمقم الشرقي ، أن أربح ذاتي وكياني من
الذوبان والاضمحلال في بوتقة الجهل والتخلف، الناس في
مجتمعي لا يهتمون بالرسم ومن يمارس هذا الفن لن يلقى
الإعجاب والمديح ، وهذا ينطبق على كثير من الأنشطة
الأخرى فنية كانت أم أدبية أم رياضية . ومع اختلاف
نظرتي وبعض من زميلاتي ، فقد قررت أن أطرق أبواب هذا
الفن الرفيع ، سيما وأنه أول مرسم يفتتح في عفرين يدرب
الناشئة على تجسيد الخيال في لوحات تعبيرية تشبع نهم
صاحبها وتشعر بالرضا والإعجاب كل متذوق للجمال .
الناس في مجتمعي ـ والكلام لآرينا ـ يركضون وراء مهن
تدر عليهم مالاً ، التعليم مبتغاه نيل شهادات تطعم
الأفواه وتزين الأبدان ، وهيهات من أن يلتفت الناس إلى
ما يزين الأنفس ويجمل الروح . في المرسم أجد نفسي
التائهة في متاهات الحياة ، مع كل إضافة على لوحة
أرسمها ، أفرغ شحنات قد علقت بروحي ، فينتعش جسدي
وتسعد روحي ، فأجدني محلقة ً في عوالم الفرح والسعادة
.
للفنان " أصلان معمو " الفضل الكبير في إرشادي إلى درب
لطالما وددت السير في
ه
، هو لا يدأب في تعليمي أصول الرسم ، يصحح لي أخطائي ،
يدربني وبشكل ممنهج لأصبح في مستقبل آت قادرة ـ من
خلال لوحاتي ـ على البوح بدقائق مشاعري وأحاسيسي .
أبصرت عيناي النور عام 1995م ، والدتي تعمل مدرسة
ووالدي طبيب ، وأنا الآن طالبة بثانوية البنات في
عفرين ، أدرس بجد ولا أرى لهوايتي أي تأثير سلبي على
دراستي فدوامي في المرسم هو ليوم واحد في الأسبوع . من
أمنياتي ، أن أكتسب المهارة الفائقة في فن الرسم ،
فأملي أن أكمل تعليمي الجامعي في أحد فروع الهندسة .
س ـ ما هي طموحاتك في هذه الحياة ؟
ـ أتمنى أن أصبح رسامة شهيرة ، أقيم المعرض تلو المعرض
وفي أماكن عديدة ، آمل بأن يرى الآخرون لوحاتي فربما
تتبدل في مخيلتهم تلك الصورة القديمة للمرأة الكردية ،
أرجو بأن يدرك الناس بأننا لسنا طاهيات ومربيات
للأجيال فقط بل ومحترفات للفن بجميع أطيافه .
س : هل من كلمة تبوحين بها لرفيقاتك ؟
ـ
نعم ، أشد ما أود قوله لرفيقاتي ، أن ينتقلن من العبث
إلى الجد إن أردن تفوقاً ما في هذه الحياة . وكما هي
الحياة تلفحنا بلهيب البؤس والشقاء فهي أيضاً تنتظر
قدومنا لقطف ثمار البهجة والمسرة .
س ـ كيف تمضين أوقات الفراغ الأخرى ؟
ـ أقرأ كثيراً الروايات والقصص الإنكليزية ، أفضل
أفلام الرعب ، ومن الموسيقى أغترف ما هب ودب من "
الروك " و" الراب " و " البوب " . من الفنانين الأكراد
، أستمع إلى " شفان " و " جوان حاجو " وأما من الأتراك
فأستمع إلى " سيبيل جان ".
س : كلمة أخيرة تودين البوح بها .
ـ أتمنى بأن أكون عضوة نافعة ، أرقى بنفسي ومجتمعي ،
أرجو بأن أكون قدوة صالحة للجيل القادم ، بذلك أكون قد
حققت إنسانيتي وأحسست باحترامي لنفسي .
* أجرى المقابلة : صلاح الدين عيسى *
إدارة الموقع : لقمان شمو كالو