ألمت بالبشر جراء توقف الأعمال
وحالة الشلل التام التي تعيشها حلب وريفها.
ارتفعت آجار المنازل في عفرين فجأة بعد توافد النازحين
فأصبحت ( من خمسة آلاف إلى 30 ألفاً للشقة الواحدة ) ،
وأما الخضا
ر والفاكهة فحدث ولا حرج ، فقد زيد في
أسعارها لتصل حداً ( شمْ ولا تدوقْ ) . هذا التخبط في
أسعار المأكولات والإيجارات شكل عبءً على كاهل المواطن
الذي يقف أمام باعة الخضار واللحوم مشدوهاً ، يلعن
الساعة التي خلق فيها ولا ينفك نادباً حظه الذي أوجده
في بلد انفلت فيه كل شيء من عقاله ، وهو محق في ذلك ،
فبدلاً من التضامن والتكاتف في أزمة كهذه تمر بها
البلاد ، يقتنص الكثير من التجار والباعة ، الفرص
ليسطوا على سعادة الفرد وأمنه الاقتصادي والنفسي
والاجتماعي .
هل من أملٍ في أن يخجل أولئك التجار الجشعون ممن
يزيدون في إيلام المواطن ؟ هل من صحوة توقظ أصحاب
الضمائر الميتة من أصحاب العقارات فتدفعهم إلى الرأفة
بمن طاحت بهم أتون الحرب ؟.
كل عام وسورية ـ بجميع أجناسها وطوائفها ـ بألف ألف
خير ... كل عام وسورية أكثر قوة وصلابة وأشد مراساً في
معارك يحاول فيها الطامعون أن يشلوا من قدرتها على
الإسهام في ركب الحضارة والمدنية .
كل عام والسوريون وأبناء جلدتي من الأكراد ، يرفلون
بأثواب الصحة والعافية والهناء .
تنويه : سحب سوداء تمر فوق سماء الوطن فهل من أحد أن
يثبت دوام البقاء لأية سحابة في السماء ، سحبٌ وتمضي
إلى حيث شاء لها الهوى ، وإن كنا نجزمُ بأنََّ السماء
ولا شك ستصبح أكثر زرقة وأن الشمس لا بدَََََّ ومشرقة
على التلال والوهاد وفي جنبات الأنفس ، إذا فما علينا
ـ كشعب سوري ـ إلا التكاتف والتعاضد واللحمة والتشارك
في الأفراح والأتراح ، بل ويتحتم علينا أن نقتسم
الآلام كي تخف وطأتها لتندثر فيما بعد في غياهب
الظلمات. الفرح إن وجد فللجميع ، فلا مِنْ فرح يعيشه
البعض بينما الآخرون يجترعون كؤوس المذلة والمنية
.
إليكم لقطات من مراسيم العيد في مدينة عفرين
2012/10/26
تصوير
: لقمان عفرين
الكاتب
: صلاح الدين عيسى