www.lokmanafrin.com

فنانو عفرين

 

ظهر في منطقة عفرين عبر السنين شخصيات فنية تميزوا بأصواتهم وتألقهم في منطقتهم.  وتم ذكر الجوانب المعروفة من سيرة حياتهم وأعمالهم في سياق الفن التي مرّوا بها. نذكر هنا بعض أبرز الفنانين التي تنتسب إلى المنطقة، وساهمت في صنع تاريخها الفني:

المطربان الشقيقان

 عبدو بن أحمد بن مْلْحَسَن "ملا حسن"، من مواليد العقد التاسع من القرن التاسع عشر. كان جده يسكن قرية جومه وتوفي فيها، ولقب بـ"ملا" لمعرفته بالأمور الدينية، أما والده أحمد فكان من الشخصيات المعروفة في مدينة كلس، وتوفي هناك ودفن فيها. أما كنيته "شه عري" فهو تحريف لاسم جدته التي رعته، وكان اسمها  شار بمعنى "مدينة".

أقام المطرب عبدو في قرية نازا طوال حياته ودفن فيها بعد مماته.

أخذ المطرب المرحإيفداشير' فنه الغنائي من المطربين الشعبيين الجوالين، ومن مطربي الأمسيات الليلية التي كانت تقام في قرى المنطقة فيما مضى، حيث كان أهالي القرية صغارا وكبارا يجتمعون في منزل أحد وجهاء القرية، ويبدأ العزف على الآلات الموسيقية وخاصة الطنبور، ويعرض الفنانون أغانيهم على الهواء مباشرة.

كان المطرب عبدو ملحسن يجيد الأغاني الفلكلورية الملحمية والخفيفة، مثل أغاني, سيامند,مامى الان,  محمدأمين والأغاني  كأغنية  شيخ سعيد وغيرها. وألف بعض الأغاني واشتهر بثلاث منها، وخاصة أغنيته الحزينة المسماة خورزي محمد غنى فيها على ابن شقيقته الشاب المسمى "محمد كالو" الذي توفي بمرض السل، وكان محمد هذا مغنياً وراقصاً ماهراً ومحبوباً. إضافة إلى أغنية داخ دورين ، وأغنية عن فائق آغا شيخ إسماعيل.

كان الفنان الشعبي  إيفداشيرذائع الصيت في وقته، ويعتبر المغني الأول في المنطقة خلال النصف الأول من القرن العشرين، ولم ينقطع عن الغناء والرقص التقليدي الجميل حتى آخر سني حياته، حيث توفي في أواخر عام 1961 عن عمر جاوز الثمانين عاما.

تبناه آغوات المنطقة وخاصة كوررشيد، هو المطرب المفضل لديه، يحيي مناسباته العائلية، ويغني في مضافته بقرية كفروم، له قدرة كبيرة على الاستمرار في الغناء لساعات طويلة دون انقطاع، إلا لأداء الصلاة، التي لم يتأخر عنها طوال حياته.

كان المغني عبدو ملحسن ذا صوت جهوري قوي وجميل. كما كان متحدثا بارعا ومرتجلا للقوافي، وبإمكانه ارتجال أغنية بكاملها مع تلحينها في جلسة واحدة. ولم يتم تسجيل صوت 'إبفداشير، لآن ريف حلب لم يعرف تسجيل الأصوات إلا متأخرا.

كان المطرب عبدو يجيد اللغة التركية، لخدمته في الجيش العثماني فترة الحرب العالمية الأولى بجبهة اليمن مدة سبع سنوات، ولم يكن يعرف التحدث بالعربية.

للمغني عبدو ولدان: اسم الكبير عبدالحنان، له هواية في الغناء والعزف على الطنبور. والآخر: صالح، له ابن يدعى محمد، يهوى الغناء ويعزف على آلة الطنبور. 

أما المطرب حسن، والمعروف بـ حس نازي نسبة إلى قريته نازا، فهو الشقيق الأصغر لـ "عبدو"، ومن المطربين الشعبيين المعروفين جيدا في منطقة عفرين. وحسن من مواليد 1889، وقد توفي بعد أن بلغ المائة من عمره. مارس الغناء منذ صغر سنه، وآخر أغانيه تلك التي ألفها وغناها على ولده نوري الذي استشهد في حرب تشرين عام 1973، واعتزل بعدها الغناء نهائيا وهو في الثمانين من عمره. له حفيد يمارس الغناء ويعزف على الطنبور. 

عمر جملو 1922-1981

 

هو عمر بن جميل حمو من قرية غزاويه، والدته كولجيك. تعلم عزف الطنبور صغيراً، وتعلم الغناء من والدته، ولم يشتهر إلا في السنين الأخيرة من حياته بعد انتشار آلة التسجيل، إذ كان يمارس هوايته في الغناء في نطاق ضيق سابقا.

للفنان "أومر" صوت جميل وعزف أجمل على الطنبور، ومن أحب الأغاني إلى قلبه، والتي اشتهر بها، وغناها بأداء جميل، هي الأغنية الشعبية المشهورة إيشاايبى. كما غنى أغاني ملحمية أخرى مثل:بيمال   , ديلا ، زينوزينابى ، إضافة إلى الأغنية ا المعروفة "شيخ سعيد".

أمضى الفنان الشعبي "أومر" حياته في قريته غزاويه. وكان إنساناً طيب المعشر معروفاً ومحبوباً، ومن الملتزمين بعقيدته الدينية الإيزدية. ومن أولاده "زردشت" يهوى الغناء، ويعزف على الطنبور. وهو مقعد لفقده ساقيه أثناء أدائه الخدمة العسكرية. 

الفنان محمد علي تجو

 

مطرب شعبي معروف، وعازف طنبور من الطراز الأول، له موهبة متميزة في مجال التأليف، وارتجال كلمات أغانيه الشعبية الجميلة وأغاني المناسبات.

للمطرب محمد علي تجو "أبو علي" شهرته الفنية بين أهالي عفرين منذ ما ينوف على نصف قرن. وهو مشهور بتقلباته العاطفية وكثرة زيجاته على عادة الفنانين المعاصرين. وهو ذو شخصية جذابة ووقورة بنفس الوقت، وكأنها تعكس جمال وهيبة وطبيعة جبل "هاوار"، مثلما تعكس طلاقة لسانه ونبرته الدقيقة والواثقة في الحديث، صفات أبناء ناحية آمكان المتصفين بالجرأة والصراحة والوضوح.

يقول الفنان علي تجو عن بداية ميوله الفنية والتعلق بالغناء: أثناء الحرب العالمية الثانية، التحق اثنان من اخوته بالجيش الإنكليزي للقتال في شمالي أفريقيا وفلسطين، وكان صبيا، تصطحبه أمه إلى الكروم، وهناك تغني أغاني حزينة بصوتها العذب الجميل على فراق أبنائها، وغالبا ما كانت كلمات أغانيها وليد لحظتها. فأثر ذلك كثيرا في تكوينه العاطفي وحبه للغناء فيما بعد. إضافة إلى تأثره الكبير بطربين مشهورين في قرية نازا القريبة من قريته حسن ديرلي، من أمثال 'إيفداشيروشقيقه حس نازي، فتأثر، وأخذ منهم الأغاني والمقامات العديدة.

أما العزف على آلة الطنبور فقد تعلمه من والده وشقيقه، اللذين كانا يجيدان العزف عليها، وتأثر كذلك بعزف وغناء الفنانين  من مناطق عنتاب، الذين كانوا يبدلون كلمات الأغاني إلى اللغة التركية، مع البقاء على ألحانها  التقليدية الشجية، فـ "أبو علي" يتقن اللغة التركية حديثا وغناء.

في حياته الفنية التي تجاوزت النصف قرن، غنى الفنان علي تجو الأغاني القصصية القديمة، والإيقاعية الخفيفة في مختلف المناسبات الاجتماعية ، ويعتبر أفضل من مغني عفرين .  وبلغت أغانيه التي من تأليفه وغنائه 103 أغنية.

في عام 1976 دعته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للمشاركة في لقاءات فنية لفنانين من شعوب العالم، فزار فرنسا وهولاندا خمس سنوات متتالية، يقدم خلالها فنونه في الغناء والعزف على الطنبور.

للفنان علي تجو كثير من الأولاد، بعضهم يغني ويعزف على الطنبور، فابنته آراز تملك صوتا جميلا، وتجيد الغناء، وابنها محمد يملك صوتا جميلا وقويا. ولايزال أبو علي يمارس الغناء في مناسبات خاصة بعد أن تجاوز الثمانين من عمره.

يقيم علي تجو في مدينة حلب، إلا أنه شأن جميع الفنانين الشعبيين في منطقة عفرين.

الفنان آديـك

 

ولد الفنان العازف آديك سنة 1920 في قرية "إسكان" التابعة لناحية جنديرس من أسرة فلاحية تدين بالإيزدية. تعلم مهنة النجارة من والده، لتأمين لقمة عيشه، وكان يتقن صناعة أدوات المطبخ الخشبية، إضافة إلى النجارة التقليدية. ويعتبر من البارعين في صنع آلة "طنبور"، والعزف عليها.

تعلم آديك فنون العزف على الطنبور من بعض العازفين مثل حس خيل من قرية غزاوية. أما الغناء فقد تعلمه من المغني المعروف قديما حموش من قرية آشكان شرقي، و ميشو من منطقة "كوباني"، وإبراهيم تركو من قرية "چقلي جومه".

يعتبر "آديك" من أمهر العازفين التقليديين على آلة الطنبور في منطقة عفرين ، وهو لايستعمل الريشة في العزف، بل يستعمل أصابعه في العزف على أوتارها.

اشترك في مهرجان الشعر الأول في سوريا سنة 1993، وهو بارع في عزف مقامات الأغاني القديمة. وفي عام 2000 ، وسجلت بعض عزفه وفنونه والمقامات في منطقة عفرين.

يقيم "آديك" في قرية "كوران" التابعة لناحية جنديرس، ولايزال يتمتع بالنشاط والحيوية، رغم بلوغه التسعين من عمره، ويعشق حنان طنبوره، رغم أنه يجيد العزف على آلة الكمان أيضا. 

المطرب جميل هورو 
 

اسمه جميل رشيد بن هورو، ولد عام 1932 في قرية سيرنسيك التابعة لناحية بلبل. كان في بداية حياته متدينا حافظا للقرآن، ويرعى شؤون مجموعة من مريدي الشيخ محمد شيخ حيدر والد شيخ رعبو المعروف في المنطقة.

عندما اكتشف المحيطون به جمال صوته، شجعوه على الغناء، فاستأذن شيخه، وبدأ بالغناء في بعض المناسبات. ثم ترك الحلقات الدينية رويدا رويدا. وبدأت الميول تتبلور لديه.

كان لجميل هورو صوت قوي وعذب، ولديه صدق في الأداء. فغنى الأغاني الملحمية مثل مامى ألان   والأغاني العاطفية التقليدية مثل ميرو ميرمى . أما أعذب أغانيه فهيميم الان  التي أداها مع المطربة المشهورة المرحومة "عيشه شان"

استقر به المقام أخيرا في بلدة جنديرس وعمل في مهنته النجارة. وتوفي فيها بتاريخ 20/9/1989 بداء السكري، ودفن في مقبرة زيارة حنان. وخلف أربع بنات وخمسة ذكور يقيم أغلبهم في بلدة جنديرس. ويمارس بعضهم هوايات الغناء والعزف على الطنبور.

رشيد محمد

 

ولد الفنان الشعبي رشيد في قرية كوتانلي في عام 1926. ومحمد، هو اسم والده وجده، ويلفظه "معم"، أما چوچان فهو لفظ تصغير. عائلته من قدماء سكان القرية، فالدار التي يسكنها شقيقه الأكبر واسمه محمد "معم" من بناء عام 1850م، كما دون على واجهته.

بدأ رشيد الغناء وهو في السادسة عشرة من عمره، وتلقى دروسه الأولى في الغناء من والده الذي كان يعمل ضمن قوافل نقل البضائع بالجمال، ومن المطربين حسى نازي و 'إيفدا شير، ومن 'على زيناباوثلاثتهم من قرية ناز أوشاغي.

تعلق رشيد بالغناء أكثر بفضل زميل له يدعى "محمود"، من منطقة "عين العرب"، وكانوا قد خدموا سويا في الجيش الفرنسي أثناء الحرب الكونية الثانية في فلسطين ومصر وليبيا. فتعلم رشيد منه أغنية سالي نازو كلمات وأداءً. وأثناء وجوده في الجيش ألف أغنية طويلة عن معاناته وأشواقه لأهله ومحبوبته.

من مواهبه قدرته على السرد والتأليف أثناء الغناء تيكرم، وهو نوع من التباري الفني يمتد لساعات أحيانا.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد رشيد إلى قريته، وتابع هوايته الفنية، وحضر الأمسيات التي كان يغني فيها المطربون المعروفون في ذلك الوقت من أمثال: كوندر الذي كان أفضل من يغني أغنية أوسمنلي و  خليل روبينو وهما من قرية ناز أوشاغي، و خليل بيود و مصتى كولوز وحسني بيك  من قريةقره كينى  وكانوا من الفنانين القديرين والمعروفين في نواحي بلبل وكلس في النصف الأول من القرن العشرين.

من الأغاني الملحمية عفرينية التي غناها وأحبها كثيرا، والتي لايتردد في غناء مقاطع منها على شرف ضيوفه، بصوت لايزال يحتفظ بحيويته وعذوبته رغم بلوغه سن الخامسة والسبعين، هي :

 دلول,  'عربى صالح باكى, اوسيباشيري مامى ايوان, أوسمنلي, كنسي أوسمان  جبلي,  ديرسم",والتي بطلها أحمدزلفو وأغنية دلي باكا نارين التي تروي قصة ملحمية لعشيرة چقلي . وللفنان رشيد قصة مع هذه الأغنية، حرمته من تعلم العزف على الطنبور. وأول تسجيل لأغانيه كان سنة 1961.

عدنان  دلبرين 1956-1999

ولد في قرية ديرسوان، مارس الغناء منذ سنوات شبابه الأولى، كان فنانا هادئا، ذا صوت رخيم وأغان حلوة ممتعة، أحبه الناس مثلما أحب هو فنه، وأغنى الفن في منطقة عفرين . توفي إثر حادث سير.

وهناك عشرات المغنين الذين يحييون حفلات الأعراس، والأكثر قوة وأداء في أداء الأغاني الملحمية القديمة هو صوت الفنان أبو صلاح

 

HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

 

مخطوطات الدكتور محمد عبدو علي

إعداد وتنفيذ وتصميم : لقمان شمو كالو

6/1/2007

BACK TO HOME PAGE