الشفق الأرجوانيّ

يرثي لـ "آكري وإحسان"

وأنا أرثي لصديقي

ثمّة من ينام على الرصيف..

في العراء الليلكيّ..

تحت القباب..

في خيام مهترئة..

حيث عناكب البطالة 

تحوك على الأدمغة

أجل هناك مَن ينـزوي

في مواكب الفقر

مَن يبيع صاحبه في المزاد

وفي المزاد كلّ شيء يُباع

الآلهة تبيع الأنهارّ، الأزهارَ

والينابيعَ..

حتّى الحبيبة تُباع بوداعٍ بارد

ثمّة مَن يبيع الطفولة

والترابّ..

حتّى السراويل..!

مَن يعلّق الحنين

على المشانق..؟!

لسكون المطر

راحت الأيّام تصفع خدود الفقر

والموت في كلّ يوم

يفتح أبواب كَبْتنا

ويمضي واخزاً

خاصرة الصمت

في كلّ يوم

تضيق الأسوار

والمستنقعات في امتداد..

في كلّ يوم

ينسكب جنون الصمت

كلّ بيتٍ

قلوب ذات خَفقات ذابلة

تلملم أشلاءها

ثمّ تفتح دروباً للجحيم

ورياح الآلهة تدفعهم

إلى حيث الملاذ

وراء الحدود

خوف أزليّ يرفرف

في كلّ قلب..

كم من الوقت يلزمنا

حتّى يخترق صراخنا

جدران الحرّيّة..!

أناديها..

أنادي: هل من أحد.. ؟!

أبحث عن اسمٍ

وكلّ الأسماء مستعارة

أتدري يا صديقي..!

حتّى في حدائق الأنبياء

لشوكِ الورود نبتتْ أشواكٌ

وفي قواميس الذبول

تُدوّن أسماؤنا..

تتوه الفصولُ.. ثمّ يبدأ العراك..

آخر القصيدة

عندما ينام الدهر

سأخترق الجدار المعتم

وحدي

ولن أعود

إلى جنون الليل الحجريّ.

النواح القديم

يجعلني توّاقاً

إلى الحبّ الذي اختبأ عنك

دلّلتك بقلبي المحفور

عليه اسمك.

يبتسم الرحيل لصمتي

فيخمد خوفي

عندها أكتشف وحدتي,

ذكريات فقري البالي

شمالي الحزين

في ضجيج العصر

وآلاف المتاعب

سأحرق بقايا جسدي

كي أضيء كلام الأرض

فاليمامات شرعت

في الهديل

والأزهار لم تتفتّح بعد.

صديقي

أتدري

ماذا حلّ بالأمس

صديقي..

وقد خبّأت في روحي

حنانك السرمديّ ؟

أجل كنّا نعجن الأحلام

على التخوم غيوماً

تنـزف الأشعار

لحظة هيجان الأفق

خلف أشجار اللوز قبيل الشفق

كم من الدموع ذرفناها

لانهيار صرح الحبيبة

للموسيقا الحزينة

للرحيل

أجل يا صديقي

هذي الحياة

لم تكن تحتضن إلاّ

بقايا ذكريات مخفيّة

وعمرنا يكاد

ينهي سمفونيّة الربيع

رويداً رويداً

أنكبّ على الندم فيغتالني جوعاً..

أنكبّ على الجوع فيغتالني ندماً..

أعود إلى قلبي فأغتال الجوع والندم معاً..

* مشعل عثمان *

2011/2/20