و أول اعتداء على الإيزيديين كان من قبل
صاحب الموصل بدرالدين لؤلؤ عام 1246 للميلاد، حينما قام بقتل أحد أبرز الزعماء
الروحيين للإيزيدية وهو شيخ حسن، ودمر إمارته، وقتل وشرد أتباعه، فتفرق الكثيرون
منهم في أنحاء كردستان، ورحل بعضهم إلى أراضي حلب والشام.
و توالت الكوارث على الإيزيديين، سواء
في مناطقهم الأساسية، أوعلى العشائر الكردية التي اعتنقت الإيزيدية فيما بعد. و أدى
ذلك على مدى مئات السنين إلى مقتل عشرات الآلاف منهم، و تشريد جماعات كثيرة العدد،
وصلت بعضها إلى أرمينيا وجورجيا، كما التجأ بعض مجموعاتهم إلى أهل دينهم وقومهم في
سهل جومة Cûmê وجبال الأكراد وزاغي Zagê ورشا Reşa غربي نهر الفر ات. ونذكر هنا
تواريخ بعض تلك الحملات العسكرية ونتائجها :
- في عام 1571 حمل
سليمان باشا والي بغداد على سنجار، وقتل ألف رجل، وخلف الكثير من الدمار.
- في عام 1638 قاد
أحمد باشا العثماني حملة على جبل سنجار، وقتل 13 ألف رجل إيزيدي، وسبى آلاف النساء
و الأطفال.
- في عام 1786 أغار عبد الباقي باشا والي الموصل على عشيرة دنا الإيزيدية، وقتل
منها أكثر من مائة رجل وشرد الكثير منهم.
- في عام 1799 هاجم و الي الموصل مع عدد من العشائر العربية قرى الإيزيدية في شيخان،
فقتلوا منهم الكثير، وبيع الأطفال والنساء في سوق الموصل.
- في عام 1807 أقدم حاكم الموصل نعمان باشا على القيام بمذبحة كبيرة للإيزيديين في
شيخان.
- في أعو ام 1800
،1794 ،1793 ،1792 ،1767،1779،1791,1847 ،1844 ، (1 ) 1839 ،1836 ،1835 ،1809 ،1803
،1802 تعرض الإيزيديون من قبل ولاة بغداد والموصل إلى حملات عسكرية، فقتل منهم
الكثير وتشرد آخرون، ودمرت معابدهم وقراهم وسلبت ممتلكاتهم.
وبعد الهجمة الأخيرة في عام 1847 توسط الإنكليز لدى السلطان العثماني، مما خفف على
الإيزيديين، وهدأت الأوضاع في مناطقهم وساد فيها الاستقرار. إلى أن حاول الفريق عمر
وهبي باشا العثماني في عام 1890
مجدداً إكراه الإيزيديين على ترك دينهم، وقام بتحويل مرقد شيخادي إلى مدرسة دينية
إسلامية، إلا أنه تراجع عن ذلك فيما بعد، و بذلك انتهى آخر تدبير تعسفي عثماني بحق
الإيزيديين والديانة الإيزيدية .
2013/1/21 |